رمضان في زمن كورونا .. بين وجوب الصوم وجواز الإفطار
يستعد المسلمون خلال الأيام المقبلة لاستقبال شهر رمضان في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد والتزام العديد من الدول بالحجر المنزلي.
الشعائر الدينية متوقفة في العديد من الدول الإسلامية بما فيها صلاة التروايح، وهذا العام سيشهد التاريخ الحديث خلو ساحات مكة المكرمة من المعتمرين والمصلين، كما توقفت الزيارات إلى المراقد والعتبات الدينية في العراق وإيران.
صوم شهر رمضان فريضة واجبة لدى المسلمين، لكن مع انتشار جائحة كورونا انتشرت عدة تساؤلات حول وجوب الصيام في هذا الظرف الاستثنائي.
المرجع الشيعي الأعلى في العراق "علي السيستاني" أجاز للخائف من الإصابة بالمرض الفطر، فيما لم تجيزه دور الإفتاء في الأردن ومصر وتونس.
الأردن جواز مشروط
دار الافتاء الأردنية أجازت الإفطار "للمصاب فيروس كورونا المستجد حاله حال أي مريض آخر، والذي يخاف الضرر إن صام، بشرط إرشاد الطبيب المختص إلى الفطر كي لا يزيد مرضه أو للاستعانة على الشفاء، مع قضاء الصوم عند الاستطاعة".
ولكن لم يجز مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية، للمسلم المتعافي الإفطار، حتى مع انتشار الجائحة.
فلم تجد للمتعافي أي رخصة لترك فريضة الصيام، بل شددت أن "الأولى على المسلم الحرص على الصيام في زمن البلاء".
دار الافتاء المصرية تحسم الجدال
بعد جدال طويل حول صوم شهر رمضان في زمن كورونا، حسمت دار الافتاء المصرية هذا الجدال، وأكدت أن "الصوم لا يزيد احتمالية العدوى بالوباء، إذا التزم الصائم بوسائل الوقاية، وأن الصوم في حق عموم الناس واجب شرعي".
واعتمدت الدار تأكيد اللجنة الطبية المصرية المختصة بمتابعة فيروس كورونا أن "الفيروس لا يؤثر على الصوم، إنما يقوي المناعة في مواجهة هذا الفيروس".
السيستاني يجيز
من جانبه، يرى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بجواز الإفطار.
ورد السيستاني عبر موقعه الرسمي الإلكتروني على سؤال بخصوص ضرورة شرب الماء باستمرار لمواجهة الفيروس، بقوله "وجوب الصيام تكليف فردي، وكل شخص توفرت فيه شروط الوجوب لزمه الصيام بغض النظر عن وجوبه على الآخرين أو عدم وجوبه عليهم، فإذا حلّ شهر رمضان القادم على مسلم وخاف من أن يصاب بالكورونا إن صام ولو اتخذ كافة الإجراءات الاحتياطية سقط عنه وجوبه (...) إن وجوب الصيام في نهار شهر رمضان إنما يسقط عمن له عذر شرعي كالمريض ومن يخاف أن يصاب بالمرض إن صام، ولم يتيسر له اتخاذ الإجراء الاحتياطي المؤمِّن له عن الإصابة، والا لزمه ذلك ولم يجز له ترك الصيام".
في تونس الصوم ثابت
ديوان الافتاء التونسي أكد أن حكم الصوم ثابت بالنص القطعي، وهو واجب على كل مكلف مقيم صحيح خال من الموانع الشرعية بحسب بيان الديوان.
وأجاز الديوان للمصاب بوباء كورونا الفطر في رمضان بناء على توجيهات الأطباء، كما ونفى "إضعاف الصوم لمناعة الانسان بناءً على نفي المتخصصين في المجالات الطبية، بعدم وجود أي دليل علمي يثبت تأثيرا سلبيان للصوم على مناعة الجهاز المناعي".