فنانون يمنيون يواجهون كورونا بالغناء "عن بعد"
"محمد سعد عبد الله (فنان يمني شهير توفي منتصف أبريل 2002) ها هو، تغنيه عن بعد، كل واحدة من داخل بيتها لكن في الوقت نفسه، كما تلزم قوانين التباعد الاجتماعي في الحجر الصحي.. فرقة موسيقية مبدعة، ومجموعة شابات طيبات حلوات وموهوبات".
هكذا علق "حبيب سروري"، وهو روائي يمني فرنسي، على مقطع فيديو لفنانات يمنيات شابات ضمن مشروع غنائي "عن بعد"، وهو مشروع بدأه فنانون يمنيون شباب قبل أسابيع لحث المواطنين على الالتزام بالحجر المنزلي في إطار مواجهة تفشي وباء كورونا المستجد.
وقدم فنانون وفنانات وعازفون يمنيون شباب أغاني تراثية في إطار سلسلة جاءت تحت وسم #فن_يمني_عن_بعد على الإنترنت، بعد أن ألزمهم تفشي كورونا في الدول المجاورة ودول العالم البقاء في منازلهم.
وظهر الفنانون اليمنيون وكأنهم على مسرح واحد رغم أن كل واحد منهم في مناطق مختلفة من اليمن وبعضهم في دول مختلفة كالإمارات والسعودية.
وخلال الأسابيع الماضية، أطلق ناشطون يمنيون حملات توعية على وسائل التواصل الاجتماعي تحث المواطنين على البقاء في منازلهم وتجنب التجمعات للوقاية من انتشار فيروس كورونا.
وأعلنت اليمن في العاشر من الشهر الجاري عن أول حالة إصابة بكورونا في البلاد.
لتمرير الوقت المُمل
وقال الموزع الموسيقي اليمني عبدالله آل سهل، إن فكرة مشروع سلسلة #فن_يمني_عن_بعد ولدت أثناء الحجر المنزلي بعد تفشي وباء كورونا في العالم الذي الزمهم بالبقاء في المنازل لوقف انتشار الوباء.
وأضاف آل سهل، وهو صاحب فكرة المشروع، لموقع (ارفع صوتك)، "قررت تقديم نشاط فني عن بعد لتمرير الوقت المُمل في المنزل لفترة طويلة بينما تنتهي أزمة هذا الوباء، هذه الفكرة ستستمر إلى ما بعد أزمة كورونا".
وتابع "قمت بتنفيذ أول أغنية من السلسلة الغنائية في الأستوديو الخاص بي في المنزل وهي أغنية (حوى الغنج) من التراث اليمني بمشاركة مجموعة من الفنانين والموسيقيين ونال على إعجاب الكثير في الوطن العربي من متابعين وفنانين معروفين مما أبهرني وشجعني ودفعني لتنفيذ بقية السلسلة الغنائية".
ويوضح أن المشروع سيتضمن مجموعة أغاني من مختلف الألوان الغنائية اليمنية بمشاركه طوعيه من فنانين وموسيقيين يمنيين شباب من الجنسين.
ويؤكد آل سهل أن الفكرة تهدف إلى حث الناس على البقاء في منازلهم بسبب كورونا، وبث روح الأمل لديهم، فضلا عن إيصال جمال التراث الفني اليمني بصورة مبسطة إلى كل مكان.
وقال إن مطلع الأسبوع الجاري تم طرح ثالث عمل في المشروع فيما بقية الأعمال سيتم طرحها أيام عيد الفطر وما بعدها.
فكرة رائعة
ولاقى العمل الفني، إعجاب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال عنها البعض إنها رغم بساطة تنفيذها إلا أنها كانت كبيرة في قيمتها وتوقيتها.
ماهر عثمان، وهو أحد الشباب الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، يرى أنه "الفن اليمني الجميل.. إنه الحب والسلام والوطن الذي نحلم به كل ثانية تمر من حياتنا"، مضيفا في حديث لموقعنا، "تبقى الفكرة رائعة.. سياق البقاء في المنزل استخدم بشكل ذكي للتسويق.. والأروع أن الفنانين شباب أغلبهم غير معروفين".
وكتبت آمال اليوسف على صفحتها في تويتر قائلة "يا سلام عمل جميل بدأ من الفكرة ثم اللحن والأصوات والعود والموسيقى.. بجد اطربتمونا مع كل هذا الجو الكئيب المخيم على رؤوسنا بسبب كورونا".
ويقول نشوان أبو مراد، وهو معيد في جامعة عدن: "لفتني وشدني بجمال هذا الأداء (الفني) وفق هذه الفكرة التي كانت مدهشة في إرساء حذاقتها أولا في التغلب على عوامل العزل بسبب كورونا وثانيها يحس المرء أن الابداع يتجاوز دوما كل عائق إذ أن هناك دوما فكرة جميلة وخلاقة وجديرة، وثالث الدهشات أن هذا الابداع ننتمي اليه".
يضيف أبو مراد لـ(ارفع صوتك)، "المشهد كله لشباب، أداء لصوت الفتاة وعزفا وإخراجا لفتيان. هذا المشهد يريح كثيرا ظمأنا لمخيلة ذات ابداع وفكرة تشق طريقها ولا بد أن تفعل في نهر الحياة الهادر وبما يعنيه من إرواء وإيناع".
ويتابع "نتطلع كنتيجة لما نعيشه قبل الوباء ومعه وبعده إلى الابداع وحده وبقيادة الوعي الجميل الذي يسعى للتحرر والمضي قدما في موكب الجمال".
وتجد السلطات المحلية المنقسمة في اليمن صعوبة كبيرة في إنفاذ قرارات تتعلق بفرض إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا.
الأمر الذي يتطلب إنتاج مزيدا من الأغاني والفلاشات التوعوية القصيرة تخاطب عامة الناس عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة، في مختلف المدن اليمنية خاصة تلك المأهولة بالسكان.