في اليمن.. جهود شبابية لمحاربة كورونا
يسعى شباب يمنيون في محافظة حضرموت شرق اليمن، التي أعلنت منها أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد، إلى توعية السكان بخطورة كورونا والقيام بحملات وقائية لمنع تفشي هذا الوباء القاتل في محافظتهم.
حملات تعقيم ونظافة
يقوم محمد باحبارة، وهو رئيس مبادرة سفراء السعادة بحضرموت مع سبعة من الشباب المتطوعين في المكلا (عاصمة حضرموت) بعديد من حملات النظافة لمكافحة فيروس كورونا المرعب المنتشر حول العالم.
ومبادرة سفراء السعادة، هي في الأصل مبادرة خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في حضرموت لكن مع انتشار فيروس كورونا في العالم تحولت إلى التوعية بهذا الوباء المستجد.
يقول محمد باحبارة "نفذنا حملة تعقيم مقابض أبواب السيارات في المكلا وكذلك أيادي المارة وأبواب المحلات التجارية، استهدفنا نحو 500 سيارة و2000 شخص من المارة وأكثر من 20 محل تجاري، في بادرة هدفها توصيل رسالة للمجتمع بأهمية النظافة لمكافحة هذا المرض".
ويضيف لـ(ارفع صوتك)، "كما وزعنا 25 مضخة تعقيم مزودة بمادة الكلور لمساجد مدينة المكلا بتكلفة 375 ألف ريال قدمها فاعلو خير، تستخدم حاليا لتعقيم الأحياء المجاورة للمساجد مثل الصيدليات والمحلات وغيرها في ظل اغلاق المساجد بالمكلا، وعندما تنتهي الأزمة ستبقى هذه المضخات وقف لتلك المساجد".
وحذر باحبارة من شرب المياه الموضوعة في برادات المياه في الشوارع، باعتبارها خطر وناقل لفيروس كورونا، وطالب بإغلاق تلك البرادات مؤقتا أو وضع كؤوس شرب سفري بجانبها.
أهم عائق
يشير رئيس سفراء السعادة (32 عاما)، إلى أنهم وبعد الإعلان عن أول حالة إصابة بكورونا في حضرموت في العاشر من الشهر الجاري كثفوا جهودهم الوقائية من تفشي هذا الفيروس، من خلال لصق منشورات توعوية في بعض الشوارع، ونشر أخرى مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت إلى أن أهم عائق يواجههم حاليا هو "الحظر المنزلي المفروض على فاعلي الخير المقيمين خارج اليمن مما يعيق تحويلهم للمبالغ المالية التي ينفذون من خلالها أنشطتهم"، مضيفا "الناس في حضرموت منقسمين، بعضهم ملتزم بالتعليمات الاحترازية للوقاية من كورونا وجالسين في منازلهم والبعض الآخر غير مبالي ويخرج إلى الشوارع ويختلط بالآخرين".
حضرموت ضد الكورونا
"#حضرموت_ضد_الكورونا" اسم حملة أخرى أطلقها مجموعة من شباب محافظة حضرموت لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
وانطلقت هذه الحملة قبل نحو شهر من تسجيل أو حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن.
ويقول عبد الرحمن عبد الحافظ، أحد مؤسسي هذه الحملة إنه كان يتابع أخبار انتشار الفيروس في العالم لكن القلق الحقيقي بدأ ينتابه عندما ظهرت أولى الحالات في الامارات والسعودية المجاورة لليمن، ما دفعه للتواصل مع مجموعة من الشباب والبدء بعمل الحملة.
وحضرموت تعتبر مركزا لوصول الطائرات إلى مطاري سيئون والريان (متوقفة حاليا)، وشحنات البضائع بريا عبر منافذ عمان والسعودية، وبحريا عبر موانئ المكلا والشحر.
يقول القائمون على الحملة إنهم عملوا برنامج تدريب وتثقيف القيادات الشابة في أغلب مديريات محافظة حضرموت، وأقاموا محاضرات توعوية في المساجد والساحات العامة، وتم الاستعانة بالشباب الذين تم تدريبهم للنزول إلى أماكن المواطنين لتوعيتهم بكل ما يتعلق بفيروس كورونا.
ونجح شباب الحملة في الحصول على بعض الدعم من تجار ورجال أعمال، لتوفير تكاليف المواصلات وطباعة المنشورات التوعوية.
معقم مبتكر
ولمواجهة ارتفاع أسعار المواد الطبية، والخاصة بالتعقيم والحماية الشخصية، كان لشباب الحملة دور بارز في إيجاد بدائل لبعض تلك المواد.
وبحسب مدير الحملة أبو بكر حسان، تم التنسيق مع المختبرات المركزية بالمحافظة لتصنيع محلول كحولي يكون ذا فعالية في التطهير الحقيقي للجسم من الفيروس ويوزع مجانا أو بمبلغ رمزي.
ويؤكد حسان أن الفكرة لقيت استحسانا ووافقت عليها الجهات الرسمية في حضرموت.
وبدأ فعليا توزيع عبوات صغيرة الحجم من المعقم المبتكر، على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس كالعاملين في القطاع الصحي والمحلات التجارية ومحلات الصرافة وسائقي التاكسي والجنود المرابطين في النقاط الأمنية.
وانتجت الحملة في وقت قصير 3 آلاف عبوة من هذا المعقم، بعدما حصلت على دعم من التجار الذين تم إضافة علاماتهم التجارية على ملصقات عبوات المعقم كتحفيز لهم.