العالم

"الإرهاب البيولوجي".. فيروسات قد يستخدمها المتشددون لقتل البشر

27 أبريل 2020

فيما ينظر العالم برهبة إلى نقاط الضعف الحكومية والاقتصادية والمجتمعية التي كشفها وباء كورونا العالمي، تراقب الجماعات الإرهابية باهتمام ما يجري في العالم. ولأن الفيروس الجديد تمكن من شل العالم، فإن الفاعلين السيئين باتوا يناقشون فكرة استخدام كورونا كسلاح بشكل أكثر جدية مما كانوا عليه لسنوات. 

وخلال السنوات القليلة الماضية، دعت مجموعات إعلامية مرتبطة بداعش إلى ما سمته "الإرهاب البيولوجي" كانتقام على أحداث مثل مجزرة المسجدين في نيوزيلندا في 2019، وأطلقت حملات إعلامية تروج للأسلحة البيولوجية.

داعش نشر فيديو مفصلا في يوليو 2018 عن "الإرهاب البيولوجي"، يقترح فيروسات هنتا التي تصيب الرئتين وينقلها الفئران، والكوليرا والتيفوئيد كأسلحة للإرهابيين المنفردين الذين يسمون الذئاب المنفردة.

ويذهب الفيديو الذي أنتجته مجموعة إعلامية معروفة مرتبطة بالتنظيم، حتى إلى توضيح كيفية نشر تلك "الأسلحة المدمرة الصامتة" في "الدول المعادية".

في السابق، رغم وجود مخاوف إزاء نوايا الإرهابيين، إلا أن مجموعة سايت الاستخباراتية وآخرين أعلنوا أن الإرهابيين لن يتمكنوا على الأرجح من شن أي هجوم بيولوجي كبير.

وفي مقال رأي على موقع ديلي بيست، قالت ريتا كاتز، مديرة مجموعة سايت الاستخباراتية، "كما كتبت منظمتي في تقرير من 258 صفحة إلى البنتاغون في 2006، كثير من أفكار الإرهاب البيولوجي التي طرحها الإرهابيون أظهرت فهما ضعيفا للعوامل الكيماوية والبيولوجية".

لكن الفيروس الجديد "يجدد الاهتمام بما بدا ذات يوم أنه مجرد تهديد نظري، وربما يقترح طرقا أكثر قابلية للتطبيق من أجل تنفيذ الإرهاب البيولوجي". 

وتابعت أن من يسمي نفسه "الدولة الإسلامية"، يراقب باهتمام كبير وباء كورونا. وقد أبلغ متابعيه في إصدار حديث من صحيفته الأسبوعية، النبأ،  أن الوباء يدحض أسطورة "أن لا شيء يغيب عن عيون وآذان الاستخبارات.. وأن لا شيء يحدث من دون إرادة حكمهم"، أي أنه بالنسبة للتنظيم، الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى لا تعلم كل شيء ولا تقدر على شيء فحسب، بل إنها عمياء، وفق الكاتبة.

وعندما يتعلق الأمر باستخدام عوامل بيولوجية كسلاح، فإن الوباء العالمي الحالي بمثابة عرض إيضاحي حول التأثير المحتمل لمرض جديد أو لم يتم رصده. وكما يشير فيديو "الإرهاب البيولوجي" لداعش، فإن أوبئة مثل التي اقترحها، "لا يمكن رصدها أو تتبعها.. الهروب منها أو تجنبها".

النازيون الجدد والإرهابيون الذين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض، صدرت عنهم موافق وتحريض يتعلق بالإرهاب البيولوجي أيضا، كما كشف عنه تقرير لمجموعة سايت.

وتقول الكاتبة إن الإرهابيين من اليمين المتطرف بشكل خاص، احتضنوا كورونا كسلاح بقوة أشد، ووجهوا أتباعهم إلى "زيارة معابد يهودية محلية واحتضان أكبر عدد ممكن من اليهود والسعال على مقابض الأبواب".

وبينما تبدو هذه الرسائل غير صادقة أو حتى ساذجة، أظهرت أحداث أخيرة أن الإرهابيين من اليمين المتطرف على استعداد للهجوم في ظل الوباء الحالي باستخدام أي وسيلة في متناولهم، بحسب الكاتبة. 

وبالنسبة لعضو في داعش أو من الناريين الجدد، فإن مشاهدة الفيروس الجديد يشل أقوى دول العالم يعد مصدر إلهام، وفق كاتز التي أشارت إلى التفجيرات الإرهابية وعمليات إطلاق النار العشوائي تبدو خجولة بالمقارنة. وبينما قتل حوالي ثلاثة آلاف شخص في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، حصد كورونا في مدينة نيويورك وحدها عددا أكثر من الأرواح. وتجاوز عدد الإصابات بالفيروس حول العالم حتى صباح الأربعاء، مليونين و989 ألفا فيما تعدت الوفيات 207 آلاف حالة.

ويعد كل من استمرار ارتفاع الوفيات بسبب الفيروس وتضارب التوصيات الصادرة عن الجهات المسؤولة وشح المعدات الطبية وغيرها، أمور تظهر أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تفتقر إلى البنية الأساسية والاستعداد للتعامل مع تهديدات إرهابية بيولوجية محتملة.

 لذلك تشدد كاتز، "على ضرورة أن تواجه الحكومات حقيقة أن هذا يمكن أن يحدث واحتمال أنه سيحدث"، مضيفة أن "المطلوب هو إعادة التفكير في الإرهاب في سياقات عادة ما لم يتم تناولها في الماضي: البنية الأساسية للصحة العامة تشكل جزءا أساسيا من الأمن القومي، مرافق الرعاية الصحية ومنافذ توزيع الأغذية أصبحت الآن أهدافا منطقية للإرهابيين".

وختمت مقالها قائلة "ما زلنا في لحظة مبكرة حيث يمكننا الحد من هذه التهديدات إذا أعطيناها الأولوية، ووضعنا تدابير واستجابات وقائية والتحرك على وجه السرعة"، مضيفة "بينما يتخذ العالم إجراءات يائسة وشديدة على نحو متزايد لمكافحة كورونا، من الواضح تماما كيف ستبدو الأمور عندما تفشل الحكومات والمجتمات في الاستعداد لما هو أسوأ".

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.