طبيب يمني يقدم المشورة حول كورونا من سيارته
في العاصمة صنعاء، المدينة التي أنهكتها الحرب وتواجه الآن تحدي التعامل مع وباء كورونا المستجد، يقود طبيب يمني سيارته في صنعاء منتقّلا من حي إلى آخر لتقديم المشورة الطبية حول كيفية الحماية من الوباء.
وضع الطبيب سامي الحاج على الزجاج الخلفي لسيارته الرباعيّة الدفع ملصقا عليه عبارة "أوقفني إن كنت تريد استشارة طبية"، إلى جانب صورة كرتونية للطبيب نفسه بلحيته ونظارته الطبية.
ويذكر الطبيب أنه بدأ بتقديم المشورة الطبية مجانا عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه أراد أن يصل إلى الأشخاص المحرومين من التكنولوجيا.
وبينما يوزّع الوصفات الطبيّة ويقدم المشورة للمحتاجين، يرن هاتف الطبيب بالرسائل والمكالمات من مرضى يعانون من عوارض الفيروس الذي تسبّب بوفاة 248 شخصا من بين 913 أصيبوا في البلد الفقير.
يقول الحاج لوكالة الصحافة الفرنسية، "فكّرت بالفقراء والمحتاجين في الشوارع والذين هم غير قادرين على الحصول على الاستشارة الطبية أو لا يملكون المال لذلك".
"بألف سياسي"
وفي أحد شوارع صنعاء، يلوّح رجل من سيارته إلى الطبيب لجلب انتباهه، فيطلب منه الحاج التوقّف جانبا، ويسأله عن الحالة، ثم يكتب له وصفة طبية تشمل عدد من الفيتامينات.
يقول الحاج الذي يتابعه على فيسبوك 18 ألف شخص "نحن الأطباء نحارب في الخطوط الأمامية لهذا الوباء، ويجب أن ننشر النصائح حتى خارج المرافق الطبية".
ويتابع "يجب أن نحافظ على صحة الفقراء لأن صحتهم جزء من المجتمع بأسره".
وكتب أحد مستخدمي فيسبوك عن الحاج "طبيب بألف سياسي".
وبينما سجّلت سلطات اليمن عدد وفيات قليلاً مقارنة بالدول المجاورة، تحذّر الأمم المتحدة من أن "الاختبار والإبلاغ لا يزالان محدودين ومن المحتمل أن تكون معظم مناطق البلاد تأثرت بالفعل، إن لم يكن كلها".
ويشهد اليمن منذ ست سنوات حربا مدمّرة تسبّبت بحسب الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.
ويدور النزاع بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران ويسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.
وخلال سنوات النزاع، قتل وأصيب عشرات آلاف الأشخاص معظمهم من المدنيين، حسب منظمات إنسانية، بينما يعيش أكثر من ثلاثة ملايين مدني في مخيمات مكتظة.
وحذرت منظمات العمل الإنساني مرات عدة في الأشهر الأخيرة من انهيار النظام الصحي.
وفي نهاية أيار/ مايو طالب عدة مسؤولين في الأمم المتحدة بدعم عاجل لليمن حيث يتزايد الوضع صعوبة في مواجهة انتشار وباء كوفيد-19.