مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب
أكد "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في تسجيل صوتي مقتل زعيمه الجزائري عبد المالك دروكدال الذي أعلنت فرنسا تصفيته في مطلع حزيران/ يونيو، في تسجيل صوتي نقله موقع "مؤسسة الأندلس"، الذراع الإعلامية للتنظيم، الخميس.
وأعلن قيادي في التنظيم عُرّف عنه باسم "أبو عبد الإله أحمد" في التسجيل الصوتي مقتل دروكدال متوعدا بمواصلة القتال ضد القوات الفرنسية وقادة دول المنطقة.
واعلنت فرنسا الجمعة الماضي أن قواتها تمكنت من قتل دروكدال في شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إنّ "عبد المالك دروكدال، عضو اللجنة التوجيهيّة لتنظيم القاعدة، كان يقود كلّ مجموعات القاعدة في شمال إفريقيا وقطاع الساحل، بما في ذلك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، إحدى الجماعات الإرهابيّة الرئيسيّة الناشطة في الساحل" ويقودها المالي إياد أغ غالي الذي ينتمي إلى الطوارق.
وذكرت مصادر قريبة من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الزعيم التاريخي للحركة المسلحة في المغرب الذي كان يرعى العديد من الجماعات المتشددة في منطقة الساحل، قتل الخميس في تل خندق بشمال (80 كم غرب مدينة تساليت المالية).
ونشر الجيش الفرنسي في وقت سابق مقطع فيديو يظهر عملية قتل دروكدال.
ويظهر الفيديو المصور من الجو وجود خمسة أشخاص في سيارة دفع رباعي بيضاء بينهم الزعيم دروكدال.
هاجمت القوات الفرنسية مدعومة بطائرات الهليكوبتر وطائرة من دون طيار المكان، وبعد قتال استمر لأربع ساعات قتل أربعة عناصر بينهم زعيم التنظيم في المغرب.
وبحسب بيان هيئة الأركان العامة فأن القوات الخاصة الفرنسية طبقت معايير النزاع المسلح ودفنت مقاتلي العدو على الفور.
فيما سلم الشخص الخامس نفسه وهو سائق مالي، تم تسليمه للسلطات المالية.
ووفقا لمصدر كان مشاركا في العملية فأن عملية القبض على دروكدال "كان مستحيلا"، مؤكدا "لو سلم نفسه لكان على قيد الحياة".
بدوره، أكد الجيش الأميركي أنه ساعد القوات الفرنسية في المعلومات الاستخبارية التي ساعدت في ترصد دروكدال، والدعم لعرقلة العناصر المتشددة.
وكانت جماعات جهادية عدة تنشط في منطقة الساحل واتحدت في 2017 في "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" وأعلنت مبايعتها لدروكدال.
وتضاعف قوة برخان الفرنسية لمكافحة الجهاديين التي تضم أكثر من خمسة آلاف عسكري، في الأشهر الأخيرة عملياتها في منطقة الساحل في محاولة لوقف دوامة العنف التي ترافقت مع نزاعات بين المجموعات السكانية في المنطقة واسفرت عن سقوط أربعة آلاف قتيل في مالي والنيجر وبوركينا فاسو العام الماضي.
من هو دروكدال؟
ولد عام 1970 بقرية زَيان التابعة لبلدية مفتاح بمدينة "البليدة" بالجزائر.
أنهى دراسته المتوسطة والثانوية في بلدية "مفتاح"، في سنة 1989 تحصّل على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات، بعدها التحق بجامعة البليدة فرع التكنولوجيا من سنة 1990 إلى 1993.
التحق بحركة الدولة الإسلامية في 1993، حيث أُسندت له مهمة صُنع المُتفجرات، وذلك بحُكم تخصّصه العلمي واطّلاعه على المواد الكيميائية والقواعد الميكانيكية.
في عام 1996 كُلّف عبد المالك دروكال برئاسة كل ورشات التصنيع العسكري لجند الأهوال التابع للمنطقة الثانية شرق العاصمة، وبعدها أُمِّر على كتيبة "القدس" ثم بدأ العمل بالتصنيع والتعليم والتكوين العسكري.
في عام 2001 أُستدعي عبد المالك دروكال إلى إمارة الجماعة السلفية للدعوة والقتال وعُيّن عينا للمنطقة الثانية في مجلس أعيان الجماعة حتى سنة 2003.
وفي 2007 أعلن عبد المالك دروكال دخوله في تنظيم قاعدة الجهاد وتغير اسم تنظيمه من الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وأدرج في ذلك العام في القائمة الموحدة التي وضعتها لجنة مجلس الأمن بشأن تنظيم القاعدة وحركة طالبان.