أردنيون يطالبون بإعدام المعتدين على "فتى الزرقاء".. الملكة: جريمة قبيحة
قرر مدعي عام محافظة الزرقاء الأردنية أيمن مصالحة، الأربعاء، منع وحظر النشر في جريمة "فتى الزرقاء".
وجاء قرار المدعي بحظر النشر بهدف الحفاظ على سرية التحقيق والحفاظ على حقوق الأفراد والنظام العام والآدب العامة، كما نشرت وسائل إعلام محلية.
وكان المدّعي نفسه قد هاتف قناة "رؤيا" الفضائية الأردنية، يوعز لمذيعها على الهواء مباشرة بالتوقف عن النشر، بعد إجراء المذيع حواراً هاتفياً مع الفتى الضحية ووالدته.
ما قصة "فتى الزرقاء"؟
نشرت مدير ية الأمن العام عبر موقعها الرسمي، صباح الأربعاء، خبراً على لسان الناطق الإعلامي باسم المديرية، العقيد عامر السرطاوي، يؤكد أن فتى (16 عاماً) نقل إلى مستشفى الزرقاء الحكومي "بحالة سيئة إثر تعرضه لاعتداء بالضرب وبتر في ساعدي يديه وفقء لعينيه".
وأضاف السرطاوي "بالاستماع لأقواله (الفتى) أفاد أن مجموعة من الأشخاص وعلى أثر جريمة قتل سابقة قام بها أحد أقاربه، قاموا باعتراض طريقه واصطحابه إلى منطقة خالية من السكان والاعتداء عليه بالضرب والأدوات الحادة".
وفي بيان لاحق، نشرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد السرطاوي أن "فريقاً تحقيقياً خاصاً شُكل من كافة الإدارات الجنائية المختصة، تولي متابعة التحقيق في قضية الاعتداء على الفتى في محافظة الزرقاء، منذ الثلاثاء، بعد مداهمة نفذتها مجموعات الشرطة الخاصة أفضت لإلقاء القبض على المتورط الرئيسي في القضية وخمسة أشخاص آخرين أثبتت التحقيق اشتراكهم في تنفيذ الاعتداء".
وقال إن "التحقيق ما زال مستمرا مع أشخاص آخرين وردت أسماؤهم في التحقيقات".
وبين السرطاوي أن "الفريق التحقيقي اتخذ كافة الإجراءات القانونية وفق الأصول المتبعة من حيث القبض والتفتيش، كما قامت فرق مختصة من إدارة المختبرات والأدلة الجرمية بالكشف على مسرح الجريمة، ومكان العثور على الفتى وعملت على تحريز كافة الأدلة والبراهين ورفع الآثار والعينات اللازمة".
كما تم ضبط كافة الأدوات الحادة المستخدمة في الاعتداء إضافة إلى سلاحين ناريين بحوزة المشتبه بهم وتحريزها وفق الأصول القانونية المتبعة، حسب السرطاوي، لافتاً إلى أن فريق التحقيق "يتابع عمله منذ يوم أمس (الثلاثاء) بهدف الإحاطة بكافة الظروف الجرمية وصولاً إلى تنفيذ العدالة وإيقاع أشد العقوبات بحق كافة المتورطين في الاعتداء".
كما ستتم إحالة القضية وكافة الأطراف والمضبوطات إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة، وفق بيان الناطق الإعلامي.
ومن مستشفى الزرقاء (شرق العاصمة عمّان) تم نقل الفتى المُعتدى عليه لتلقّي العلاج في مدينة الحسين الطبية، بإيعاز من الملك عبدالله الثاني.
وقال مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب عادل الوهادنة: "جرى تشكيل فريق طبي يحتوي على كافة الاختصاصات اللازمة لمتابعة حالة الطفل من أطباء العيون والعظام والجراحة التجميلة والتأهيل النفسي إضافة للأطراف الصناعية".
وبيّن مدير مستشفى الملكة رانيا العبدالله للأطفال، حسبما نقلت "بترا" أن المستشفى "قدمت الرعاية الطبية الأولية التي يحتاجها الطفل المصاب، وحالته العامة مستقرة وبحاجة للمتابعة الطبية".
وعلى الرغم من تحفظ الأمن العام على هويّة الفتى، كان اسمه وصوره ومقاطع مصوّرة له من داخل المستشفى بالإضافة لمقابلات فضائيات محليّة وعربية معه ووالدته، انتشرت في مواقع التواصل بشكل واسع، وتحوّلت الجريمة لقضية رأي عام في الأردن.
وفي حوار هاتفي للطفل مع قناة "رؤيا" الفضائية الأردنية، قال إنه "كان ذاهبا ليشتري الخبز، ورأى أحد الأشخاص من العصابة وقام بالهرب منه، ورأى باص نقل صغير وطلب منه أن يوصله لمنطقة معينة، حيث تبين لاحقا أن سائق الباص كان من العصابة التي خطفته".
وأضاف الفتى الذي بكى بشدة قبل أن يبدأ سرد روايته "لما نزلنا كلهم ضربوني بوكسات وتحرشوا فيا، وجابوا ايدي بالطاولة وضربوا راسي بالطاولة، وضربوني على ايدي بالبلطة وهي مش ماضية (حادّة)، وضل يحت فيها تقطعها... الإيد الثانية ضربوها بالبلطة كمان وهم يضحكوا علي".
"قطعوا ايدي واجوا لعيوني، حطوا الموس بعيني فحاولت اهرب حط اصابعه بعيني الثنتين" يتابع الفتى الذي فقد البصر في إحدى عينيه حسب تأكيد والدته لتلفزيون "المملكة" الأردني.
وعلقت ملكة الأردن، رانيا العبدالله على هذه الجريمة عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، بالقول "كيف نعيد لك ما انتزعه المجرمون، وكيف نلملم أشلاء قلب أمك وذويك؟ كيف نحمي أبناءنا من عنف وقسوة من استضعف الخلق دون رادع ولا وازع؟ جريمة قبيحة بكل تفاصيلها... قلوبنا معك، فأنت ابن كل بيت أردني! وأضم صوتي الى الأصوات التي تنادي بأشد العقوبات لمرتكبيها".
كيف نعيد لك ما انتزعه المجرمون، وكيف نلملم أشلاء قلب أمك وذويك؟ كيف نحمي أبناءنا من عنف وقسوة من استضعف الخلق دون رادع...
Posted by Queen Rania on Wednesday, October 14, 2020
مواقع التواصل
تداول آلاف الأردنيين وغيرهم من العرب الذين وصلتهم قصة الفتى صالح، وسوماً مثل "كلنا صالح، وفتى الزرقاء، وطفل الزرقاء، وبدنا حق صالح" في تغريداتهم ومنشوراتهم عبر فيسبوك وتويتر، مطالبين بتحقيق "أقسى العقوبات والإعدام" بحق منفذي الجريمة.
الله يعين أمه ... الله يكون معه يا الله الفيديو مش طبيعي ....
— عُلا الفارس (@OlaAlfares) October 13, 2020
مش عارفه كيف بدي أغمض عيوني الليلة بعد الي شفته ..
قلبي عم يغلي وجع وقرف وقهر على الولد واهله .. الإعدام لمرتكبي #جريمة_الزرقاء الإعداااااااااااااام
وعطفاً على الأحداث، قامت مديرية الأمن العام باعتقال مصوّر فيديو الطفل، الذي كان الشرارة الأولى لجذب انتباه الرأي العام الأردني لهذه الجريمة.
وقال الناطق الإعلامي باسم المديرية عامر السرطاوي "جرى توديع ذلك الشخص للمدعي العام والذي قرر توقيفه لمدة اسبوع في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل عن تهم: مخالفة المادة ١١ من قانون الجرائم الإلكترونية، وخرق حرمة الحياة الخاصة للآخرين عن طريق استخدام التصوير بالفيديو وفقاً لأحكام قانون العقوبات".