استنساخ لأحداث إيران... معارض إيراني يحذّّر من نظام ديني في العراق
حذّر رئيس الحزب الليبرالي الأحوازي المعارض، حميد مطشر، من أنّ ما يحصل في العراق اليوم هو صورة طبق الأصل لما حصل في إيران بين 1979 إلى 1983.
ودعا المعارض الإيراني، الذي يقود من مقرّه في برلين، ما قال إنه نضال الأحوازيين ضد نظام ولي الفقيه الإيراني، العراقيين والمجتمع الدولي إلى مواجهة هذا الخطر وتفكيكه بكل السبل، "لأنه إذا أغفل العالم مما يحصل في العراق اليوم، سنشاهد نظاما دينيا كما هو موجود في إيران".
وتحدث مطشر، في مقابلة خاصة مع موقعي "الحرة" و"إرفع صوتك"، عن مساع يبذلها الحزب لمواجهة "الإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى تفاصيل معاناة الأحوازيين تحت حكم نظام ولي الفقيه ومشروع إيران في العراق.
وأيّد مطشر اتفاقيات التطبيع التي أبرمت أخيرا بين إسرائيل والإمارات والبحرين، مشددا، في الوقت نفسه، على أن أي مشروع سلام في المنطقة، لن يكتمل إلا بـ"زوال نظام طهران وتحرير الأحواز من سيطرته".
وقال مطشر إن "الصراع السياسي محتدم بين أجنحة النظام في الداخل، ووصل إلى حافة الانهيار خاصة تحت السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة على هذا النظام"، في إشارة إلى سياسة الضغط القصوى للإدارة الأميركية، وفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية عقب الانسحاب من الاتفاق النووي.
وأشار رئيس الحزب الليبرالي الأحوازي إلى أن بعض النواب في إيران باتوا يطالبون بـ"إعدام" الرئيس الإيراني حسن روحاني "بعد أن أصبح وضع البلاد على حافة السقوط عموديا".
الانهيار الاقتصادي.. ووعي الشعوب في إيران
وأضاف أن "الشعوب في إيران أصبحت تتمتع بنضج سياسي قل نظيره.. وباتت تتحدى الأجهزة القمعية للنظام بعد كسرها حاجز الخوف والترهيب الذي مارسه هذا النظام على مدى أربعة"، مؤكدا قوله: "هذه الشعوب تتحكم اليوم بذاكرتها السياسية بعدما تعرضت للتهشيم والتهميش".
وكشف أن الاقتصاد الإيراني "منهار تماما، هنالك تضخم في الأسعار والشعوب بدأت تعبر عن غضبها بأشكال مختلفة، على سبيل المثال، في أقاليم مثل الأحواز وكردستان وشمال شرق إيران الذي يسكنه التركمان، تعطلت 60 بالمئة من المخابز والناس بدأت تستخدم الوسائل البدائية لتوفير الخبز".
راية الدفاع عن المذهب الشيعي
وبشأن تسخير النظام الإيراني الميليشيات لتصدير سياسات طهران إلى دول المنطقة، قال مطشر إن المشروع الإيراني في الدرجة الأولى "قومي راديكالي ينظر لجميع شعوب المعمورة بنظره استعلائية، وتحتم عليه أدبياته السياسية وثقافته القومية، أن ينظر لباقي الشعوب بنظره دونيه، ومن هنا، وكي لا تكشف أهدافه القومية يتخذ على سبيل المثال الدين غطاء لذلك".
وأردف قائلا إن "هذا النظام منذ الحظة الأولى رفع راية الدفاع عن المذهب الشيعي كغطاء ديني لتمرير مشروعه القومي، وكي ينجح هذا المشروع عمل النظام على بناء منظومة أمنية تتمتع بعقليه دينيه بحتة، حتى تبرر أعمالها تحت غطاء قوانين سماوية، مثلا جميع الناشطين السياسيين يعدمون بتهمه محاربة الله والرسول والإفساد في الأرض، لإظهار أن كل ما يقوم به هذا النظام هو بأوامر إلهية، ويبرر في الوقت ذاته ما يفعله ومن هنا وبعد وصوله إلى بناء جهاز أمني تحت مسمى "كميته" مشابهة تماما للميليشيات الموجودة في العراق حاليا، وهذا الجهاز يتكون من أشخاص مشحونين عقائديا وينظرون إلى كل من يخالفهم كمجرم يجب قتله وسلب أمواله".
الحشد الشعبي.. استنساخ لتجربة "الحرس الثوري"
وتابع مطشر أن "هذا الجهاز القمعي تطور لاحقا إلى مؤسسة عسكرية باسم "الحرس الثوري"، وهذا ما يتكرر بحذافيره في العراق، أي تطور المليشيات إلى مؤسسة عسكرية تحت مسمى "الحشد الشعبي"، ما يحصل في العراق اليوم هي صوره طبق الأصل لما حصل في إيران بين 1979 إلى 1983، لذلك أدعو العراقيين والمجتمع الدولي إلى مواجهة هذا الخطر وتفكيكه بكل السبل، لأنه إذا أغفل العالم مما يحصل في العراق اليوم، سنشاهد نظاما دينيا كما هو موجود في إيران".
وعن استمرار النظام تطوير ترسانته النووية، قال مطشر إن "مشروع نظام طهران النووي هو مشروع عسكري، وكل ما تقوله إيران عن سلميه هذا المشروع هو كذب، الغرض منه كسب الوقت فقط، وإذا استمر العالم بهذا التعاطي مع نظام طهران سوف نشاهد أكبر تهديد للعالم برمته".
القنبلة النووية.. والدروع البشرية
وذكر مطشر أن "نظام طهران يعمل على ما يضمن له البقاء على قيد الحياة، لذلك يسعى إلى امتلاك سلاح ردع وضمان قوي يخيف فيه الشعوب المنطقة، واتخاذ هذا السلاح ورقة استفزاز ضد المجتمع الدولي، في حال قرر دعم الشعوب في إيران أو في عند اندلاع ثورة للإطاحة به، النظام في طريقه الآن إلى بناء قنبلة نووية".
وأشار مطشر إلى أن "النظام الإيراني يبني مفاعلاته النوويه دائما في مناطق مأهولة بالسكان، مثلا في الأحواز لوحدها هناك 3 مفاعل نووية هي زرغان وماهشهر ودارخوين. دارخوين التي تقع بين منطقتي المحمرة والفلاحية في الأحواز، هي ظاهرا منشأة لصناعة البتروكيماويات، لكن توجد تحتها وبعمق أكثر من 50 مترا مفاعل نووي عسكري كبير وخطير جدا على الأحواز، التي تحتضن أكثر من 16 مليون نسمة فضلا عن خطورتها على الدول العربية المجاورة للأحواز، كالعراق ودول الخليج، وفي حال حدوث أي ضربة أو خلل ستقع هناك كارثة بيئية وإنسانية يذهب ضحيتها الملايين من البشر في هذه المنطقة، النظام أنشأ هذه المفاعلات في هذه المواقع تحسبا لأي ضربة، حيث يتخذ من سكان دول الإقليم والمنطقة دروعا بشرية لحماية هذا المشروع المهدِد للسلم والأمن الدولي".
وبشأن تأثير العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على تجفيف مصادر الحرس الثوري الايراني المالية وخنق النظام في طهران، قال القيادي المعارض إن تأثيرها بات "واضحا وجليا"، مشيرا إلى عدة عوامل تؤكد ذلك، أبرزها "الغلاء المتصاعد وتدهور العملة الإيرانية مقابل الدولار بحيث الدولار الواحد أصبح ما يقارب 35 ألف تومان".
الوعود الكاذبة
كما أكد أن قطع "الوعود الكاذبة لأبناء الشعب بالسيطرة على الأسواق ومنع الاحتكار البضائع بسبب قلتها في الأسواق، بالإضافة إلى الصراعات بين أزلام النظام وتبادل والتخوين"، عوامل تؤكد تأثر النظام بالعقوبات.
وفي السياق نفسه، أشار إلى أن إيران ضخت الكثير من الأموال لإنقاذ عملتها لكن دون جدوى وباعتراف مسؤول البنك المركزي الإيراني، بالإضافة إلى "التأخر في دفع رواتب العمال والموظفين مما جعل الاضرابات واضحة وعلى شكل يومي".
وكشف أنه بحسب التقارير التي تصل من داخل إيران، هناك "أكثر من 90 بالمئة من الشعوب في إيران يؤيدون العقوبات الأميركية وسياسة الضغط القصوى التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على نظام طهران، الشعوب في إيران تؤكد أنها مستعدة للموت جوعا في سبيل التخلص من هذا النظام القمعي".
أما عن تداعيات العقوبات على الميليشيات الإيرانية خارج البلاد، فقال إنها لم تتأثر بشكل كبير، وذلك بسبب أن "تمويلها يخرج من الخزانة العراقية والمشاريع الإيرانية خارج الحدود"، وفق رأي مطشر.
إحكام إيران قبضتها على العراق
وأضاف أن العراق تتحكم به أحزاب وميليشيات موالية لإيران لـ"هذا بعد استيلاء المليشيات على العراق وبنكها المركزي وثروات العراق، أصبح من السهل ومن دون أي رادع مساعدة إيران. المليشيات تسحب العملة الصعبة من العراق للحرس الثوري، كما ينطبق هذا على باقي الموارد ومنها إدخال ما تريده إيران من العراق عبر الحدود خاصة من جهة الأحواز..".
وأكد أن إيران تعمل "من أجل زعزعة استقرار العراق" والتحكم به من "خلال الفوضى وفقدان سيادة القانون وبهذا ترى طهران أن جبهتها ضد التحالف الغربي مستعرة عبر العراق".
وأضاف أنها "تخطط لإلهاء أميركا في العراق لإبعاد الحرب عن خارطتها ونظامها.. ولهذا السبب تسعى إيران الى إخراج القوات الأميركية وقوات التحالف من العراق، فهي تعتبر الأراضي العراقية جبهة إيرانية بامتياز، وانتصار المليشيات في هذه الجبهة يعد انتصارا إيرانيا، لذلك تسعى طهران لهزيمة أميركا في هذه المعركة في العراق من أجل كسب الهيبة والامتيازات والمزيد من التمدد بالمنطقة العربية".
الجناح السني من الحرس الثوري
وعن التقارير التي تحدثت عن علاقة "سرية" بين تنظيم داعش والحرس الثوري، قال مطشر إن" داعش يشكل الجناح السني من الحرس الثوري الإيراني، تأسس لهدفين، أولا، التمهيد لظهور الحشد الشعبي في العراق الذي يمثل الحرس الثوري بنسخته العراقية، والثاني للإبقاء على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وإنهاء الثورة السلمية في سوريا، تنظيم داعش حاله حال حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين اللتين تتلقيان الدعم من إيران، وتعملان من أجل تنفيذ مشروع نظام ولي الفقيه الإيراني في تهديد الأمن القومي لإسرائيل، وقتل شعوب المنطقة بمختلف مكوناتها".
وردا على سؤال عن أهمية اتفاق إبراهيم في الوقوف بوجه نظام طهران واستباب الاستقرار في المنطقة، قال رئيس الحزب الليبرالي الأحوازي إن مشروع السلام "هو الخطوة الأكثر استراتيجية، السلام بين العرب وإسرائيل يضمن سلامة وجود شعوب المنطقة ويردع إيران، ومن هنا نحن كأحوازيين نؤيد السلام مع إسرائيل ونعترف بوجود إسرائيل".
لن يكتمل السلام في المنطقة إلا بتحرير الأحواز
وطالب دول المنطقة بـ"التمسك بمشروع السلام الإبراهيمي وبناء سلام دائم لضمان سلامة شعوب المنطقة، الصراع في المنطقة ليس صراعا عربيا إسرائيليا، بل هو صراع بين العرب وإسرائيل من جهة، والنظام الحاكم في طهران وحلفائه من المليشيات من الجهة الأخرى، النظام الإيراني اتخذ على مدى أكثر من 40 عاما الماضية فلسطين شماعة ليمرر مشروعه التوسعي من اليمن مرورا بالأحواز والعراق وصولا الى لبنان".
وأردف قائلا "نحن كأحوازيين متواصلون مع الإسرائيليين منذ عام 2016، ولدينا جمعية صداقة معهم، وشكلنا قبل شهر الجبهة العربية للسلام مع إسرائيل، بمشاركة الحكومة السورية في المنفى".
ودعا مطشر إسرائيل والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إلى "دعم جبهة داخلية في إيران مكونة من العرب والكرد والآذريين والتركمان والبلوش والشعوب الأخرى، كي تكون العمود الأساسي في الصراع القادم مع النظام في طهران، فهذه الجبهة هي التي ستقصم ظهر الإرهاب الإيراني".
وأكد أن منطقة الأحواز تمثل "بعدا استراتيجيا وجيوسياسيا مهما في المنطقة، وتتمتع بثروات هائلة في مقدمتها النفط، النفط المستخرج من الأحواز يمثل 89 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية فضلا عن الغاز والمحاصيل الزراعية والمياه والزئبق والمعادن الأخرى التي تنهبها إيران وتمول بها الإرهاب، في المقابل يتضور الشعب في الأحواز جوعا ووصلت نسبة البطالة إلى أكثر من 70 بالمئة إضافة إلى ارتفاع في نسب الإدمان والجهل، وسلخ الانسان الأحوازي من هويته وتاريخه، وسلب الثقافة السلمية للإنسان في الأحواز وتحويلها إلى ثقافة شريرة، لذلك تحرير الأحواز من السيطرة الإيرانية يصب في خانة السلام، ولن يكتمل السلام في المنطقة إلا بتحرير الأحواز".