"أتوجّه إلى اللبنانيين الذين يعانون إلى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا، ومجتمعنا وأمننا" صرّح سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق الذي كُلّف اليوم بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون.
وأضاف الحريري في بيان نشره على صفحته الرسمية في تويتر، بأنه سيعمل أيضاً على "إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت".
أبرز ما جاء في تصريح الرئيس سعد الحريري بعد تكليفه تشكيل #الحكومة_الجديدة pic.twitter.com/0sKejj2XUH
— Saad Hariri (@saadhariri) October 22, 2020
بعد تكليفه تشكيل #الحكومة_الجديدة اجرى الرئيس سعد الحريري اتصالات هاتفية برؤساء الحكومة السابقين سليم الحص، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام وحسان دياب. (١/٢)
— Saad Hariri (@saadhariri) October 22, 2020
وتفاعل مع منشوره عشرات اللبنانيين بالتهنئة والاستبشار في المرحلة المقبلة من جهة، ومن جهة أخرى بالرفض والاستنكار لعودته إلى المنصب الذي استقال منه على أثر الاحتجاجات اللبنانية قبل نحو عام.
من بين المعلّقين، الكاتب والباحث في الشؤون الاقتصادية ناصر التميمي، وكتب "كلن يعني كلن.. ويبدو صار المقصود عودتهم كلن!" في إشارة منه إلى شعار الاحتجاجات الرئيس في أكتوبر 2019.
وتصدّر خبر تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العربية والدولية، وهو أبرز المتداول أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي.
أما أكثر الوسوم المتداولة في هذا الشأن "#المكلف_بوقف_الانهيار #سعد_الحريري ".
ميشال عون رئيس جمهورية
— Siba Madwar صبا مدور (@madwar_siba) October 22, 2020
سعد الحريري رئيس حكومة
بري مجلس مجلس الشعب
توتة توته خلصت الحتوته
وكأنك يا ابو زيد ما غزيت.. بس راحوا المصريات
لا شك ان تكليف #سعد_الحريري تشكيل الحكومة، بنوعية بعض الاصوات التي نالها، ضربة قوية ل #ميشال_عون. طبعاً، تبقى لعون...
Posted by Fares Khachan on Thursday, October 22, 2020
الحمدلله رجع #سعد_الحريري رئيس حكومة ورح يرجعوا ل 900 الف وظيفة 🏃♂️🏃♂️🏃♂️
Posted by Mohamed Dakdouk on Thursday, October 22, 2020
للحقيقه انا مش شايف غير #سعد_الحريري طائر الفنيق. صار طالع من تحت الرماد كذا مرّا وكذا مرّا شرب سم وعض عل جرح... one way ticket...ومَسحا بدقنو... ساعه بدّو وساعه ما بدّو... بيضهر من الباب بفوت من الشبّاك...سوبر مان. خرج تمثيل بس مش رئيس حكومه😎
— Salim Bou Kange (@salimboukange) October 22, 2020
65 صوتاً.. الرابعة!
من المتوقع أن يواجه الحريري "مهمة صعبة وسط انقسامات سياسية حادة وامتعاض الشارع الناقم على الطبقة الحاكمة" حسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وأضافت فيه "في حال نجح الحريري الذي استقالت حكومته قبل نحو عام على وقع احتجاجات شعبية، في مهمة تأليف الحكومة المقبلة، ستكون المرة الرابعة التي يرأس فيها مجلس الوزراء اللبناني منذ 2009".
وتأتي تسمية الحريري في وقت يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً متسارعاً وينتظر المجتمع الدولي بقيادة فرنسا من المسؤولين القيام بإصلاحات ضرورية فشلوا في تحقيقها حتى الآن، وهي شرط حصول البلاد على دعم مالي ضروري.
وكانت الرئاسة اللبنانية، أعلنت في بيان بعد انتهاء لقاءات عون مع الكتل النيابية "بعدما أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارت النيابية الملزمة وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الواحدة والنصف السيد سعد الدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة".
وأعلن الحريري بعد لقائه مع الرئيس في كلمة مقتضبة أمام الصحافيين، الخميس، أنه سيشكل حكومة مؤلفة من "اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة في تطبيقها".
وقال "سأنكب على تشكيل حكومة بسرعة لأن الوقت داهم والفرصة أمام بلدنا هي الوحيدة والأخيرة".
وحاز الحريري على 65 صوتاً، بحسب الرئاسة. فيما امتنع 53 نائباً عن التسمية.
ويتألف مجلس النواب من 128 عضواً، لكن هناك ثمانية نواب مستقيلون لم يشاركوا في الاستشارات.
وعشية تسميته، حمّل عون الحريري، من دون أن يسميه، مسؤولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح. ووضع النواب أمام مسؤولياتهم داعياً اياهم الى التفكير "بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة".
ولم يسم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، الحريري، نتيجة خلافات سياسية حادة بين الحريري ورئيس التيار جبران باسيل، صهر عون.
كما لم يسمه حزب الله، لكن تحدثت التحليلات عن موافقة ضمنية للحزب على عودة الحريري الذي حظي بدعم غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي إليها، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتلة حركة أمل، حليفة حزب الله التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري، وفق وكالة فرانس برس.
وكان الحريري أعلن في وقت سابق من أكتوبر الحالي ترشحه ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون لانتشال لبنان من أزمته، كونها "الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار".
"معركة التأليف"
واستقالت حكومة الحريري الثالثة في 29 أكتوبر 2019 بعد نحو أسبوعين على احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية كاملة التي تحكم البلاد منذ عقود والتي تُحمّل مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ.
وشكّل حسان دياب مطلع العام حكومة اختصاصيين تسلّمت السلطة لمدة سبعة أشهر، لكنها لم تنجح في إطلاق أي إصلاح بسبب تحكم القوى السياسية بها.
وإثر انفجار المرفأ المروع في 4 آب/أغسطس، استقال دياب. وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت للمساعدة في حل الأزمة. ثم عاد مرة ثانية مطلع أيلول/سبتمبر وأعلن عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها، ونصت على تشكيل حكومة تتولى الإصلاح بموجب برنامج محدد، مقابل حصولها على مساعدة مالية من المجتمع الدولي.
لكن القوى السياسية فشلت في ترجمة تعهداتها، ولم يتمكن السفير مصطفى أديب الذي سمي لتشكيل الحكومة من القيام بذلك بسب الانقسامات السياسية.
بعدها، منح ماكرون في 27 سبتمبر مهلة جديدة للقوى السياسية من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية بـ"خيانة جماعية".
وفي موقف لافت، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، أمس الأربعاء، من أنه "إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإنّ البلد نفسه معرّض للانهيار". وانتقد عودة "النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات، حسب الطوائف" فيما "لا يسمح الوضع" الحالي بذلك.
وأوردت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، الخميس "ما إن ينتهي عرض الاستشارات، حتى تُطلق صفارة معركة جديدة، هي معركة التأليف، ليتجه المشهد إلى مزيد من الحماوة، إذ تتزايد التوقعات بارتفاع وتيرة التشنجات السياسية".