النمسا تقر بحصول تقصير في مراقبة منفذ هجوم فيينا
أقرت النمسا الأربعاء بحصول تقصير أمني سمح لمناصر لتنظيم داعش سبق أن صدر بحقه حكم بالحبس في البلاد، بتنفيذ هجوم فيينا الذي أسفر عن سقوط أربعة قتلى.
وقال وزير الداخلية كارل نيهامر إن أجهزة الاستخبارات النمساوية تلقت تحذيرا من نظيرتها السلوفاكية بان المهاجم كيوتيم فيض الله يحاول شراء ذخائر.
وأوضح في مؤتمر صحفي أنه "حصلت بعد ذلك على ما يبدو مشكلة على صعيد التواصل" آملا تشكيل لجنة تحقيق مستقلة.
واتهم الوزير النمساوي سلفه اليميني المتطرف بأن ممارساته ألحقت الضرر بأجهزة الاستخبارات.
وكان الوزير هربرت كيكل أحد أبرز شخصيات الحزب اليميني المتطرف في النمسا تعرض لانتقادات كبيرة عندما أمر العام 2018 بعمليات تفتيش في مقر الاستخبارات فضلا عن منازل مسؤولين كبار عدة في الجهاز.
ورأى المستشار النمسوي سيباستيان كورتز أن قرار إطلاق سراح المهاجم "لم يكن بالتأكيد صائبا. لو لم يطلق سراحه لما حدث الهجوم".
وقتلت الشرطة المهاجم البالغ 20 عاما وهو نمسوي من أصل مقدوني بعدما نفّذ هجوما مسلّحا في فيينا الاثنين وتسبب بمقتل أربعة أشخاص.وأوقفت الشرطة 14 شخصا بعد الهجوم وهو أول اعتداء كبير ينفذ في النمسا منذ عقود والأول الذي ينفذه متطرف إسلامي.
وأوضح وزير الداخلية أن أعمار الموقوفين تتراوح بين "18 و28 عاما وهم ينتمون إلى أقليات وبعضهم لا يحمل الجنسية النمساوية.
وقالت الشرطة إن الموقوفين "ربما ساعدوا" المهاجم لكن دورهم المحدد لم يتّضح بعد.
وتقول السلطات إن المهاجم تصرف بمفرده بعد مخاوف من وجود مهاجمين فارين.
وكان قد حكم على هذا النمسوي البالغ 20 عاما والمولود لأبوين أصلهما من مقدونيا الشمالية، بالسجن في نيسان/ أبريل 2019 لمحاولته الالتحاق بصفوف الجهاديين في سوريا لكن أفرج عنه في كانون الأول/ديسمبر قبل أن يقضي كامل فترة عقوبته.
وأحيل على منظمات تشرف على برامج "لاجتثاث التطرف".
وقال مدير الأمن في العاصمة فرانتز روف لوسائل إعلام محلية إن المهاجم خلال الجلسة الأخيرة له ضمن برنامج "اجتثاث التطرف"، ندد بالهجمات التي شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة و"خدع" تاليا القيمين على البرنامج، مشددا على أن مداهمة منزله سمحت بالعثور على أدلة كثيرة تثبت تطرّفه.
وأشار إلى منشور عبر فيسبوك يظهره مع رشاش كلاشنيكوف وساطور استخدمه في الهجوم فضلا عن شعارات لتنظيم داعش.
وكان تنظيم داعش قد أعلن الثلاثاء مسؤوليته عن الهجوم.
وقال المحامي نيكولاوس راست الذي دافع عنه خلال محاكمته في نيسان/أبريل "اعتبره روحا تائهة تبحث عن مكان لها. كان يعطي الانطباع بأنه هادئ ومنغلق على نفسه. ما من أحد كان يظن أنه قادر على ارتكاب عمل كهذا"
.
وضع غير آمن
وأطلق المهاجم النار بشكل عشوائي في وسط فيينا قبل ساعات من دخول النمسا مرحلة إغلاق جديد بسبب فيروس كورونا المستجد، مع تواجد الناس في الحانات والمطاعم ليستمتعوا بآخر امسية من الحرية النسبية.
وقد شددت الإجراءات الأمنية في المدينة ووضعت الزهور وأضيئت شموع في مكان الهجوم حين لا تزال الدوائر التي رسمها المحققون ظاهرة على الأرض.
إلا أن الحركة عادت صباح الأربعاء إلى المدينة لكن في ظل القيود المفروضة للجم انتشار الوباء.