منع الأطفال من ضرب كرة القدم بالرأس
أكد لاعب كرة القدم الإنكليزي السابق جيف هيرست أنه ينبغي منع الأطفال من ضرب الكرة بالرأس مع تزايد الضغط على سلطات اللعبة لتبديد المخاوف المخاوف من إصابات الدماغ الناجمة عن ممارسة اللعبة.
وقال صاحب الثلاثية التاريخية في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم عام 1966 في مرمى ألمانيا الغربية (4-2) والتي ساهمت بمنح منتخب "الأسود الثلاثة" لقبهم العالمي الوحيد لصحيفة "ديلي ميرور" الأربعاء "سيكون اقتراحاً قوياً وحساساً جداً".
وتعرّض العديد من زملاء هيرست في فريق 1966 للإصابة بالخرف، كان آخرهم أسطورة مانشستر يونايتد بوبي تشارلتون، كما توفي الشهر الماضي نوبي ستايلز للسبب نفسه الشهر الماضي.
كما أصيب جاك تشارلتون الشقيق الأكبر لبوبي وزميلاه راي ويلسون ومارتن بيترز صاحب الهدف الثاني في نهائي 1966 بالمرض نفسه وفارق جميعهم الحياة في غضون السنوات الثلاث الاخيرة.
وقد تم بالفعل حظر السماح للأطفال دون سن 12 عاما في المملكة المتحدة من ضرب الكرة برأسهم خلال ممارسة كرة القدم، لكن هيرست يؤيد توسيع نطاق ذلك ليشمل الأطفال من جميع الأعمار.
وأضاف هيرست أحد أربعة لاعبين لا يزالون على قيد الحياة من حاملي كأس العالم الإنكليزية "أعتقد أن التوقف عند هذا العمر الصغير (12 عاما)، عندما لا يكون الدماغ قد نضج، يجب أن ينظر إليه"، مؤكدا أن تأجيل السماح للأطفال لعب الكرة برأسهم لن يدمر متعتهم باللعبة أو بتعلقهم بها.
واشارت نتائج دراسة أشرف عليها البروفسور ويلي ستيوارت نشرت العام الماضي إلى أن لاعبي كرة القدم عرضة أكثر للإصابة بمجموعة من الأمراض العصبية بالمقارنة مع عامة الناس.
اجراءات قانونية
في المقابل يرى كبير المسؤولين الطبيين في الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين ("فيفبرو") الدكتور فنسنت غوتيبارغ، أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة العلمية لتحديد الصلة بين الضرب المتكرر للكرة بالرأس والأمراض العصبية.
وقال غوتيبارغ لوكالة "بي ايه": "أعرف أنه في المملكة المتحدة يعتمد على دراسة جيدة جدا قام بها البروفسور ويلي ستيوارت، ولكن نظرت إليها مرة أخرى هذا الصباح، ولم أر عبارة +ضربة رأس+ أو +ارتجاج+ مذكورة مرة واحدة فيها".
وأضاف "استنادا إلى تلك الدراسة الكثير من وسائل الإعلام في المملكة المتحدة خلص إلى أن ضرب الكرة بالرأس أو الارتجاج يؤدي إلى الخرف، وأنا لا أعتقد أن هذا استنتاج دقيق".
وواصل "لا أعتقد أن لدينا أدلة علمية في هذه الدراسة لأن هناك علاقة سببية بين ضرب الكرة بالرأس والارتجاج والخرف".
وافقت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنكلترا على تشكيل فريق عمل مع نشطاء مثل داون أستل، الذي أفاد الطبيب الشرعي أن وفاة والده جيف في عام 2002 كانت نتيجة لإصابة في الدماغ تعرض لها من خلال الضرب المتكرر للكرة برأسه، ومهاجم تشلسي وسلتيك السابق كريس ساتون، الذي يعاني والده لاعب كرة القدم السابق من الخرف، للقيام بمزيد من الفحوص حول أمراض إصابات الدماغ في اللعبة.
وسبق للرابطة أن تعرضت لانتقادات بسبب عدم تمويلها بما فيه الكفاية للأبحاث في هذه المسألة.
وقالت عائلة اللعب الراحل نوبي ستايلز الثلاثاء في بيان لها أن اللاعبين الكبار "منسيون" من قبل الرابطة.
وأضاف البيان "كيف يمكن أن يكون هؤلاء اللاعبون بحاجة إلى المساعدة في حين أن اتحادهم (رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين) لديه عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية اليوم؟".
وتساءل البيان "كيف يمكن أن يكون اللاعبون في عوز عندما يحقق الدوري الإنكليزي الممتاز ثلاثة مليارات دولار سنويا؟ كيف يمكن أن يكون من الصواب أن بعض أبطال عام 1966 اضطروا لبيع ميدالياتهم لإكفاء عائلاتهم؟"، مشيرا إلى أن اللاعبين الجدد ليسوا بحاجة للمساعدة بقدر اللاعبين الكبار سنا.
هذا وقد تم البدء باتخاذ إجراءات قانونية بهدف تأمين تعويضات للرياضيين السابقين عن إصابتهم الدماغية الناجمة عن كرة القدم وغيرها من رياضات، وفقا للمحامين الذين رفعوا القضية.
وقال محامي الدعوى نيك دي ماركو "القصص الناشئة تخبرنا عن نمط من المعاناة الصامتة الناجمة عن الحياة المتغيرة والمحزنة، وفي كثير من الأحيان حالات إصابات الدماغ القاتلة، التي تكمن وراء أن هذه هي قضية خطيرة".