العالم

ناقلة نفط قبالة ميناء جدة تتعرض لاعتداء "بقارب مفخخ"

14 ديسمبر 2020

تعرضت ناقلة نفط الإثنين لهجوم "بقارب مفخخ" قبالة ميناء جدة في السعودية، في هجوم وصفته الرياض بـ" الإرهابي"، في وقت كثّف المتمردون الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد أهداف في المملكة التي تقود في البلد الفقير المجاور حربا ضد المتمردين المدعومين من خصمها اللدود إيران.

وقالت شركة "حافنيا" ومقرها في سنغافورة في بيان أن طاقم الناقلة "بي دبليو راين" التي تحمل علم سنغافورة المؤلف من 22 بحارا لم يصب بأذى.

وبحسب البيان فإن الناقلة "تعرّضت لضربة من مصدر خارجي بينما كانت تفرغ حمولتها ما تسبّب بوقوع انفجار وباندلاع حريق".

وأضافت أنّ "الطاقم أخمد الحريق بمساعدة رجال الإطفاء على البر وزوارق القطر".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.

ومساء الإثنين، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في وزارة الطاقة قوله إن السفينة تعرضت " لهجوم بقارب مُفخخ"، لافتا إلى أنه "لم ينجم عن الحادث أي إصاباتٍ أو خسائر في الأرواح، كما لم تلحق أي أضرار بمنشآت تفريغ الوقود أو تأثير في إمداداته".

وبحسب المصدر فإن "هذه الأعمال الإرهابية التخريبية، الموجهة ضد المنشآت الحيوية، تتخطى استهداف المملكة، ومرافقها الحيوية، إلى استهداف أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي" بدون توضيح من يقف وراء الهجوم.

ومن جانبها، أوضحت الشركة المالكة أن الهجوم تسبب بأضرار في جسم الناقلة، من دون أن تستبعد حدوث عملية تسرّب للنفط.

وتابعت "من المحتمل أن يكون بعض النفط قد تسرب من السفينة لكن لم يتم تأكيد ذلك، وتشير الأجهزة حاليا إلى أن مستويات النفط على متن السفينة لا تزال عند المستوى نفسه الذي كانت عليه قبل الحادث".

من جهتها، أكّدت شركة المعلومات البحرية "درايد غلوبال" ومقرها في لندن وقوع الانفجار ليل الأحد الإثنين، موضحة أنه وقع في سفينة "عندما كانت تقوم بعمليات في المرسى الرئيسي في مرفأ أرامكو في جدة".

لكنّها أشارت إلى ناقلة النفط قد تكون "ديزيرت روز "التي ترفع علم جمهورية الدومينيكان أو السعودية "الأمل السعودي".

بنية تحتية مستهدفة

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هزّ انفجار ناقلة يونانية في ميناء الشقيق السعودي، وفق أثينا، فيما ندد التحالف الذي تقوده السعودية باليمن بـ"عمل إرهابي" نفذّه المتمردون الحوثيون.

وكان الحوثيون استهدفوا بصاروخ محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة قبل يومين من الهجوم على الناقلة اليونانية.

وتأتي هذه الحوادث لتؤكد هشاشة البنية التحتية النفطية في المملكة السعودية أمام الهجمات، في الوقت الذي يصعد فيه الحوثيون ضربتهم ضد المملكة ردا على الحملة العسكرية في اليمن على ما يؤكدون.

وتقود السعودية في اليمن المجاور منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق شاسعة في شمال اليمن وغربه من بينها العاصمة صنعاء.

وتعرّضت ناقلات نفط في منطقة الخليج وفي البحر الاحمر لهجمات غامضة في العامين الماضيين، حملت السعودية والولايات المتحدة مسؤوليتها لإيران التي نفت أي دور لها فيها.
واتهمت السعودية مرارا إيران بتزويد الحوثيين أسلحة متطورة، وهو ما تنفيه طهران.

كذلك، حملتها مسؤولية هجمات غير مسبوقة ضد منشآت لأرامكو في أيلول/سبتمبر 2019 تسبّبت بتوقّف حوالي نصف الانتاج لأيام.

وتتعرض المملكة لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات من دون طيار مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

ومنذ بدء الحرب في اليمن، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم من المدنيين ونزح الملايين. وأسفرت الحرب المستمرة منذ ست سنوات عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.

وتبحث الولايات المتحدة حاليا في احتمال تصنيف المتمردين الحوثيين "منظمة إرهابية"، وهو ما يثير مخاوف المنظمات الانسانية التي تحذّر من أن الخطوة ستعيق إيصال المساعدات وتدفع البلاد الغارقة في الحرب إلى المجاعة.

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.