ناقلة نفط قبالة ميناء جدة تتعرض لاعتداء "بقارب مفخخ"
تعرضت ناقلة نفط الإثنين لهجوم "بقارب مفخخ" قبالة ميناء جدة في السعودية، في هجوم وصفته الرياض بـ" الإرهابي"، في وقت كثّف المتمردون الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد أهداف في المملكة التي تقود في البلد الفقير المجاور حربا ضد المتمردين المدعومين من خصمها اللدود إيران.
وقالت شركة "حافنيا" ومقرها في سنغافورة في بيان أن طاقم الناقلة "بي دبليو راين" التي تحمل علم سنغافورة المؤلف من 22 بحارا لم يصب بأذى.
وبحسب البيان فإن الناقلة "تعرّضت لضربة من مصدر خارجي بينما كانت تفرغ حمولتها ما تسبّب بوقوع انفجار وباندلاع حريق".
وأضافت أنّ "الطاقم أخمد الحريق بمساعدة رجال الإطفاء على البر وزوارق القطر".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.
ومساء الإثنين، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في وزارة الطاقة قوله إن السفينة تعرضت " لهجوم بقارب مُفخخ"، لافتا إلى أنه "لم ينجم عن الحادث أي إصاباتٍ أو خسائر في الأرواح، كما لم تلحق أي أضرار بمنشآت تفريغ الوقود أو تأثير في إمداداته".
وبحسب المصدر فإن "هذه الأعمال الإرهابية التخريبية، الموجهة ضد المنشآت الحيوية، تتخطى استهداف المملكة، ومرافقها الحيوية، إلى استهداف أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي" بدون توضيح من يقف وراء الهجوم.
ومن جانبها، أوضحت الشركة المالكة أن الهجوم تسبب بأضرار في جسم الناقلة، من دون أن تستبعد حدوث عملية تسرّب للنفط.
وتابعت "من المحتمل أن يكون بعض النفط قد تسرب من السفينة لكن لم يتم تأكيد ذلك، وتشير الأجهزة حاليا إلى أن مستويات النفط على متن السفينة لا تزال عند المستوى نفسه الذي كانت عليه قبل الحادث".
من جهتها، أكّدت شركة المعلومات البحرية "درايد غلوبال" ومقرها في لندن وقوع الانفجار ليل الأحد الإثنين، موضحة أنه وقع في سفينة "عندما كانت تقوم بعمليات في المرسى الرئيسي في مرفأ أرامكو في جدة".
لكنّها أشارت إلى ناقلة النفط قد تكون "ديزيرت روز "التي ترفع علم جمهورية الدومينيكان أو السعودية "الأمل السعودي".
بنية تحتية مستهدفة
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هزّ انفجار ناقلة يونانية في ميناء الشقيق السعودي، وفق أثينا، فيما ندد التحالف الذي تقوده السعودية باليمن بـ"عمل إرهابي" نفذّه المتمردون الحوثيون.
وكان الحوثيون استهدفوا بصاروخ محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة قبل يومين من الهجوم على الناقلة اليونانية.
وتأتي هذه الحوادث لتؤكد هشاشة البنية التحتية النفطية في المملكة السعودية أمام الهجمات، في الوقت الذي يصعد فيه الحوثيون ضربتهم ضد المملكة ردا على الحملة العسكرية في اليمن على ما يؤكدون.
وتقود السعودية في اليمن المجاور منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق شاسعة في شمال اليمن وغربه من بينها العاصمة صنعاء.
وتعرّضت ناقلات نفط في منطقة الخليج وفي البحر الاحمر لهجمات غامضة في العامين الماضيين، حملت السعودية والولايات المتحدة مسؤوليتها لإيران التي نفت أي دور لها فيها.
واتهمت السعودية مرارا إيران بتزويد الحوثيين أسلحة متطورة، وهو ما تنفيه طهران.
كذلك، حملتها مسؤولية هجمات غير مسبوقة ضد منشآت لأرامكو في أيلول/سبتمبر 2019 تسبّبت بتوقّف حوالي نصف الانتاج لأيام.
وتتعرض المملكة لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات من دون طيار مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.
ومنذ بدء الحرب في اليمن، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم من المدنيين ونزح الملايين. وأسفرت الحرب المستمرة منذ ست سنوات عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
وتبحث الولايات المتحدة حاليا في احتمال تصنيف المتمردين الحوثيين "منظمة إرهابية"، وهو ما يثير مخاوف المنظمات الانسانية التي تحذّر من أن الخطوة ستعيق إيصال المساعدات وتدفع البلاد الغارقة في الحرب إلى المجاعة.