العالم

إقبال في طهران على مؤلفات الأجانب .. وغالبية القراء من الإناث

23 ديسمبر 2020

من الفرنسيين ألبير كامو وسيمون دو بوفوار، الياباني هاروكي موراكامي، الروسي أوسيب ماندلشتام، أو الأميركية ماري هيغينز كلارك، وصولا الى آن فرانك، تعج رفوف مكتبات طهران بمؤلفات كتّاب أجانب يحظون بشعبية لدى قرّاء تشكل الإناث غالبيتهم.

وتقول نرجس مساوات، مديرة التحرير في دار نشر "ثالث" في إيران، لوكالة الصحافة الفرنسية "النساء الإيرانيات يقرأن أكثر، يترجمن أكثر، ويكتبن أكثر. هنّ أكثر حضورا من الرجال في سوق الكتب".

وتقول السيدة البالغة 36 عاما "الكتاب بالنسبة إليّ هو حاجة، هو الملجأ الوحيد، وهذا يغضبني أحيانا".

وتفضل مساوات التي سبق لها تأليف رواية، ألا تتحدث بالتفصيل عن القيود التي قد تطال الحياة الثقافية في الجمهورية الإسلامية، مشيرة إلى أنها تختار، ضمن مهامها في دار النشر، "كتبا تتوجه إلى مجتمعنا اليوم".

وتذكر على سبيل المثال، أعمال الشاعر اليهودي السوفياتي ماندلشتام، أو "نهاية العالم الصغرى" للكاتب البولندي المعارض تادوش كونفيتسكي، والذي ترى أنه "كتاب ممتاز يروى تجربة اجتماعية وسياسية مشابهة لتجربتنا".

وتضيف مساوات بأن الكتب "تخبرنا بأن أشخاصا آخرين اختبروا المرارة، التجارب، وتجاوزوها".
ويقول رضا بهرامي (32 عاما)، مدير المكتبة الرئيسية لدار "جشمه"، إن "70 بالمئة من قرائنا هن من النساء".

وتوضح "ثمة ضجيج وترقب كبيرين (لا سيما على مواقع التواصل) يحيطان بالإصدارات الجديدة، وهذا يعزز المبيع"، وذلك خلال حديثه للفرنسية في المكتبة الكائنة في شارع كريم خان الذي يعدّ، مع شارع انقلاب "الثورة"، أشهر تجمعين للمكتبات وسط طهران.

"حرية التعبير"

ويوضح بهرامي أن القارئات غالبا ما يبحثن عن كتب "رومانسية" أو روايات بوليسية، ويخصّ بالذكر مؤلفات الأميركي سيدني شلدون ومواطنته ماري هيغينز كلارك والبريطانية آغاتا كريستي.

لكن الاهتمامات لا تقتصر على ذلك، بحسب ما تؤكد ثلاثينية تواجدت في مكتبة "جشمه".

وتقول الشابة التي ارتدت "الشادور"، إنها نالت في الفترة الأخيرة الدكتوراه لأطروحة عن "الكتابة النسائية"، وأنهت قراءة كتاب "الجنس الآخر" للفرنسية دو بوفوار.

ويشير أستاذ جامعي في الثامنة والخمسين من العمر، في المكتبة ذاتها، الى ان "إحدى اهتماماتي هي مسألة الحرية وخصوصا حرية التعبير".

وأشار هذا الأستاذ إلى أنه كان يبحث عن مؤلفات تساهم في الإجابة عن تساؤلات يطرحها طلابه بشأن سامويل باتي، الأستاذ الجامعي الذي قتل بقطع الرأس قرب باريس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعدما عرض على تلامذته رسوما كاريكاتورية تمثّل النبي محمد.

وتؤدي الرقابة دورا مهما في النشر في إيران، وتطال بشكل أساسي الأعمال التي قد تعد خادشة للحياء العام.

في المقابل، غالبا ما تجد العديد من الأعمال الناجحة في الغرب، طريقها سريعا إلى الترجمة وتصبح متوافرة في الأسواق المحلية، ومعظم الأحيان من دون احترام لحقوق الملكية الفكرية.

ويمكن العثور في العاصمة الإيرانية، على مؤلفات عدة صدرت حديثا في الغرب، مترجمة إلى اللغة الفارسية، مثل "العاقل: تاريخ مختصر للنوع البشري" للإسرائيلي يوفال نواه هراري، والكتاب عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخفايا عائلته الذي نشرته ابنة شقيقه ماري (في تموز/يوليو)، وآخر لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون وابنتها تشلسي (2019)، ومذكرات ميشيل أوباما، السيدة الأولى سابقا في الولايات المتحدة.

تأقلم مع كورونا

وعلى رغم المعروض وتنوعه، يرى صاحب إحدى المكتبات أن المطبوعات "تراجعت منذ الثورة" الإسلامية عام 1979.

ويوضح الرجل البالغ من العمر 51 عاما والذي فضل عدم كشف اسمه، أن "الأسباب متنوعة، وتراوح بين الوضع الاقتصادي (المتراجع بشكل كبير في ظل العقوبات الأميركية، ما يتسبب برفع أسعار الكتب)، والرقابة، مرورا بهجرة الجيل الشاب من المتعلمين".

في مكتبة "جشمه"، تضمنت قائمة أكثر الروايات الأجنبية مبيعا في تشرين الثاني/ نوفمبر، "اسأل الغبار" للأميركي جون فانتي، و"تسوكورو تازاكي عديم اللون" لهاروكي موراكامي، و"الحزن العميق" للفرنسي جان-بول سارتر.

وعلى رغم أن سياسيين ورجال دين متشددين في إيران نفوا سابقا حصول المحرقة اليهودية، يقبل قرّاء على شراء كتب تتحدث عن هذه الحقبة، مثل "موشِّم أوشفيتز" الصادر حديثا للنيوزيلندية هيذر موريس، و"مذكرات" آن فرانك، المراهقة اليهودية التي ولدت في أمستردام وتوفيت في أحد المعتقلات النازية في العام 1945، بحسب ما يقول جواد رحيمي، أحد الباعة في مكتبة دار "ثالث" للنشر.

ووفق المصدر نفسه، تقدم كتابا "الطاعون" لألبير كامو و"كل الرجال زائلون" لدو بوفوار إلى "صدارة المبيعات خلال الجائحة"، في إشارة إلى كوفيد-19 الذي تعد الجمهورية الإسلامية أكثر الدول تأثرا به في الشرق الأوسط.

واضطرت المكتبات في إيران، كمثيلاتها في العالم، إلى التأقلم مع الظروف التي فرضها فيروس كورونا المستجد، خصوصا في فترات إغلاق المؤسسات غير الأساسية للحد من تفشي الوباء.

ويقول بهرامي إن المكتبات كانت في الربيع "على شفير الانهيار، (لكن) منذ الصيف، المبيعات مرضية".

ويضيف "في ظل انتشار الفيروس، نبيع الكتب بشكل أساسي عبر (تطبيق) انستاغرام أو المواقع الالكترونية التي أنشأناها، الجائحة دفعتنا إلى أخذ المبيعات عبر الإنترنت على محمل الجد أكثر من ذي قبل".

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.