في مهد المسيح.. كورونا تسيطر على مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد
شارك عدد قليل من المصلين ورجال الدين بقداس منتصف الليل لعيد الميلاد في كنيسة المهد، قلب العالم المسيحي، في بيت لحم، باحثين عن القليل من "النور" بعد عام "مظلم".
وبينما لم يتغلب وباء كوفيد-19 على قداس عيد الميلاد في بيت لحم جنوب شرق فلسطين، مولد المسيح قبل أكثر من ألفي عام، إلا أن التغيير طرأ على الطقوس الغارقة في القدم.
في الكنيسة التي عادة ما تكون مزدحمة ليلة عيد الميلاد، لم تسمح السلطات الدينية بدخول أحد، سوى الضيوف الذين تلقوا دعوة منهم.
وطغى على المشهد غياب السياح والحضور المحلي، بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي بعث رسالة فيديو عُرضت على جدران بيت لحم.
نص كلمة السيد الرئيس محمود عباس :* "تأتي أعيادُ الميلادِ المجيدِ هذا العام وعالمُنا يعيشُ ظروفاً صعبةً وخطيرةً بسببِ...
Posted by بيت لحم الحدث + on Thursday, December 24, 2020
وأُلصقت قصاصات الورق على المقاعد الخشبية لضمان تباعد المصلين من الضيوف القلائل، وكان من بينهم السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت وعدد من حراسها الشخصيين الذين غطوا وجوههم بالكمامات.
وقال المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا "لا يمكنكم المصافحة ولكن يمكنكم أن تتمنوا السلام لبعضكم البعض"، وذلك أثناء إعطاء السلام التقليدي بين المشاركين.
وبدأ عظته مستشهدا بسفر إشعياء "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور".
وتابع "يشعر الجميع بانهم في الظلمة وبالتعب والإرهاق وبأنهم مثقلون بهذا الوباء الذي ارتهن حيواتنا".
أضواء الميلاد
بعثت الجوقة الدفء في هذا العالم الذي غلب عليه التباعد الجسدي والبرودة في الكنيسة الواسعة التي خلت إلا من عدد قليل جدا من المصلين ورجال الدين الذين تولّد لديهم انطباع بأنهم يعيشون لحظة فريدة.
وقال القس فابريس، المتحدر من برازافيل عاصمة الكونغو "هذه تجربة فريدة من نوعها، لأننا كأشخاص متدينون نعتبر المسيح نموذجنا (...)".
وأضاف "الصلاة هنا في مكان ولادة المسيح مثل الصلاة في مكان أصل حياتنا الدينية".
خارج الكنيسة، انعكست أضواء شجرة عيد الميلاد الضخمة على حجارة ساحة المهد شبه الخالية.
وكانت الساحة التي احتفل الآلاف من الأشخاص فيها في العام الماضي بعيد الميلاد، شبه مهجورة، وأغلقت المطاعم أبوابها عند المساء.
وهناك، التقت فرانس برس، المواطن سيف منسه (22 عاماً)، وهو عامل بناء، كان يتجول في الساحة مع أصدقائه.
قال "أنا مسلم لكني أحب المسيحيين كثيرا ويسمح لنا عيد الميلاد بالاحتفال معا".
بدوره، قال المطران في هذا القداس الذي أقيم باللغات العربية والألمانية واللاتينية والإنكليزية والعبرية، "إننا نعيش في عالم تعددي".
وبعد أداء تراتيل "اديست فيديليس" و"غلوريا إن إكسيلسس ديو" التقليدية، توجه المطران ورجال الدين حاملين تمثالا للمسيح نحو مغارة الميلاد حيث تجسدت "المعجزة".
وغطت "معجزة" أخرى هذا المكان الفريد، إذ كيف أمكن للمرتلين الذين وضعوا كمامات واقية على وجوههم أن يؤدوا بمثل هذه القوة الصوتية؟