العالم

مسلمو أوكرانيا يقاتلون للتأكيد على هويتهم الأوكرانية

28 أبريل 2022

نقلا عن موقع الحرة

يقاتل المسلمون في أوكرانيا على الخطوط الأمامية ويقدمون الإغاثة الإنسانية جراء الغزو الروسي لجارتها الواقعة في أوروبا الشرقية.

ويؤكد المسلمون أن جهودهم في زمن الحرب هي واجب ديني وتأكيد على الهوية الأوكرانية في دولة لم ترحب بهم دائمًا، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وقال مراد سليمانوف، 31 سنة، وهو إمام مركز إسلامي في لفيف غرب أوكرانيا، "نعم، نحن أقلية هنا لكننا جزء من هذا البلد. علينا فعل شيء ما".

في المركز الثقافي الإسلامي بلفيف، توجد مصاحف قديمة باهتة يحملها تتار القرم - المسلمون الذين تم ترحيلهم قسراً في عام 1944 خلال حملة تطهير عرقي سوفييتية. 

وتمثل هذه المصاحف التي تم جمعها منذ ما يقرب من 80 عاما، فصولا في القصة الطويلة لمعاناة المسلمين على أيدي الحكام في موسكو. 

وللإسلام جذور عميقة ومتشابكة في المنطقة، حيث كانت ست من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الخمس عشرة ذات أغلبية مسلمة.

ويواجه 20 مليون مسلم يعيشون في روسيا اليوم قمعًا يزداد سوءًا، بما في ذلك التعذيب والاحتجاز التعسفي، وفقا لتقرير صدر هذا الأسبوع عن اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية.

ويخاطر المسلمون الروس الذين يعارضون الحرب علنا بمواجهة أعمال انتقامية من قبل السلطات الروسية. ومع ذلك، يدعم القادة المسلمون في روسيا الحكومة، حيث يردد الكثيرون كلام الكرملين حول التهديد النازي في أوكرانيا أو يصورون الحرب على أنها "جهاد" ضد القوى الغربية التي تقصف الدول الإسلامية.

على الجانب الآخر، يشكل المسلمون في أوكرانيا، وهي دولة مسيحية أرثوذكسية في الأساس يقودها رئيس يهودي، حوالي 1 بالمئة من السكان. 

وتقفز أعداد المسلمين إلى حوالي 12 بالمئة في شبه جزيرة القرم الجنوبية، التي ضمتها روسيا عام 2014. وأدى هذا الاستيلاء على الأرض إلى هجرة مجتمع تتار القرم إلى أجزاء أخرى من أوكرانيا، حيث انضموا إلى مجتمعات التتار القديمة أو شيدوا مراكز إسلامية جديدة إلى جانب الأتراك والعرب والأوكرانيون البيض الذين اعتنقوا الإسلام.

وعلى الرغم من أنهم ما زالوا يواجهون الصور النمطية والمضايقات، يقول المسلمون إنهم يتمتعون بقدر أكبر من الحرية الدينية مقارنة بما هو عليه في روسيا.

وقال سليمانوف: "ما زلنا نشعر أن هناك بعض الحواجز. لا يدعمنا الجميع، لذلك علينا العمل حتى يرى الناس المسلمين ويفهمون أننا جزء من المجتمع".

خلال صلاة الجمعة الأسبوعية في لفيف، يذّكر حسين كوتشوك المسلمين بضرورة عدم "اتباع الزعماء الذين يصدرون أوامر غير عادلة بشكل أعمى" وتجنب أن يصبحوا "لعبة" للسلطات الفاسدة، في إشارة إلى المسلمين الموالين للرئيس الروسي، فلادمير بوتين.

ولعل الأكثر شهرة من هؤلاء المسلمين هو رمضان قديروف، الرئيس الشيشاني القوي الذي تم تصوير قواته وهم يهتفون "الله أكبر" وسط أنقاض مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب أوكرانيا.

وقال كوتشوك بعد صلاة الجمعة: "يشاهد الكثير من غير المسلمين تلك المقاطع وهي تعطي انطباعًا عن المسلمين"، مضيفا: "إنهم لا يمثلون المسلمين، إنهم يمثلون بوتين".

 

"أشعر بالاشمئزاز والكراهية"

ويحذر المحللون من أنه كلما طال أمد الحرب، زادت فرصة تأجيج التوترات الإسلامية الداخلية في روسيا، وكذلك في الشتات الإسلامي بجميع أنحاء المنطقة الكبرى.

وقال روبرت دي كروز، أستاذ التاريخ بجامعة ستانفورد، والذي كتب على نطاق واسع عن الإسلام وروسيا، إن هناك عددًا من العوامل يمكن أن تؤجج الاضطرابات: من المرجح أن تضر العقوبات المفروضة على روسيا بالعمال المسلمين الفقراء هناك. 

وتشارك العائلات صور جنازات المسلمين لأبنائهم الذين لقوا حتفهم في القتال في أوكرانيا، مما دفع بعض النقاد إلى اتهام روسيا بمعاملة المسلمين كوقود للمدافع.

وقال كروز: "هذه قضية متفجرة للغاية عندما يموت المسلمون وينحدرون من داغستان والشيشان، حيث تمارس الدولة سيطرة ثقيلة ... الخطر هو أنك تعيد إحياء السياسات المعادية للدولة، والتعبئة المناهضة للدولة".

بالنسبة لتتار القرم مثل كوتشوك الذين نشأوا على قصص مآسي أجدادهم، هناك ألم عميق في مشاهدة الآلاف من الأوكرانيين النازحين على متن القطارات إلى مدن أكثر أمانا.

وتعتبر رعاية النازحين المسلمين مهمة مركزية للمركز الإسلامي الذي يعتمد على المتطوعين والتبرعات من الدول العربية الغنية مثل قطر والكويت لمواكبة الطلب. 

ومن بين الوافدين الجدد تتار روسية المولد تبلغ من العمر 56 عامًا عرفت نفسها باسم "أم عبدالعزيز" لأسباب أمنية.

في صباح يوم 24 فبراير عندما اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا، قطعت أم عبدالعزيز صلاة الفجر بسبب دوي قصف بمدينة دنيبرو شرق البلاد. 

بعد أسبوعين، فرت أم عبدالعزيز وعائلتها إلى غرب البلاد. وقالت إنهم كانوا يتحدثون الروسية مما جعلهم مرعوبين من نقاط التفتيش الأوكرانية في رحلتهم التي استمرت يومين غربا.

وبدلاً من ذلك، قالت إن الجنود رحبوا بها. وتميل هي وزوجها الآن نحو البقاء في لفيف. 

وقالت أم عبد العزيز وعيناها تغمرهما الدموع إن "هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالاشمئزاز والكراهية من المكان الذي ولدت فيه".

مواضيع ذات صلة:

مقر وزارة الداخلية السعودية في العاصمة الرياض (أرشيف)
مقر وزارة الداخلية السعودية في العاصمة الرياض (أرشيف)

أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيانين منفصلين، الأحد، تنفيذ حكم الإعدام بحق 4 أشخاص، أحدهم باكستاني أدين بتهريب مخدرات، و3 مواطنين أُدينوا بجرائم تنطوي على "خيانة الوطن".

وفي البيان الأول، ذكرت الداخلية السعودية، أنه جرى تنفيذ "حكم القتل" بحق باكستاني يدعى فضل كريم، بعد إدانته بتهريب مادة الهيروين إلى المملكة.

وأضاف البيان: "أسفر التحقيق مع (المدان) عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيراً، وأصبح الحكم نهائيا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا".

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الداخلية بيانا آخر، جاء فيه أن 3 سعوديين، هم طلال الهذلي، ومجدي الكعبي، ورايد الكعبي، أقدموا على "ارتكاب أفعال مجرّمة تنطوي على خيانة وطنهم، وتقديم الدعم لكيانات إرهابية والتخابر معها، واعتناقهم منهجاً إرهابياً يستبيحون بموجبه الدماء والأموال والأعراض".

ولفت البيان إلى أن المدانين "قاموا بتحريض" أشخاص آخرين "على القيام بأعمال إرهابية؛ بهدف الإخلال بأمن المجتمع واستقراره".

وزاد: "تم توجيه الاتهام إليهم بارتكاب تلك الأفعال المجرّمة، وصدر بحقهم من المحكمة الجزائية المتخصصة حكم يقضي بثبوت إدانتهم بما أسند إليهم، والحُكم عليهم بالقتل".

وجرى تأييد الحُكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة، ومن المحكمة العليا. 

وطالما تعرّضت المملكة لانتقادات حادة من منظمات بمجال حقوق الإنسان، بسبب عمليات الإعدام ونظامها القضائي.

وأعدمت السعودية بالفعل أكثر من 140 شخصا عام 2024، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.