مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة- فرانس برس
مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة- فرانس برس

نقلا عن موقع الحرة

وثقت كاميرتان اللحظات الأخيرة قبيل مقتل الصحفية بقناة الجزيرة القطرية، شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها لاشتباكات في مدينة جنين بالضفة الغربية، حيث ترجح السلطات الإسرائيلية مقتلها على يد "فلسطينيين مسلحين"، بينما تؤكد السلطات الفلسطينية مقتلها برصاص الجيش الإسرائيلي.

ويظهر في فيديو نشرته رويترز، نقلا عن قناة الجزيرة، شخص يبدو أنه من طاقم  عمل أبو عاقلة، وهو يطلب حضور الإسعاف بعدما تعالت أصوات رصاص عشوائي. وتظهر الكاميرا مراسلة صحفية وهي تحتمي من الطلقات العشوائية، بينما كانت شيرين على الأرض بجوار شجرة.

وكان الصحفي، علي السمودي، الذي يعمل أيضا في قناة "الجزيرة" وأصيب خلال الاشتباكات، قال للأسوشيتدبرس إنهما كانا ضمن مجموعة من سبعة صحفيين توجهوا لتغطية المداهمة صباح الأربعاء.

وأضاف أنهم كانوا جميعا يرتدون ملابس واقية تشير بوضوح إلى أنهم صحفيون، ومروا بجوار القوات الإسرائيلية حتى يراهم الجنود ويعرفون أنهم هناك.

وتابع السمودي الذي أصيب برصاصة في أعلى الظهر: "كنا في طريقنا لتصوير عملية الجيش. فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا". 

وأوضح أن الطلقة الأولى أخطأتهم، ثم أصابته الثانية، وقتلت الثالثة شيرين، مؤكدا أنه لم يكن هناك مسلحون أو مدنيون آخرون في المنطقة - إذ لم يتواجد سوى المراسلون والجيش.

كما نقلت فرانس برس عن السمودي قوله: "لم تكن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة". 

وفي المشاهد التالية بالفيديو الذي نشرته رويترز، نقلا عن الجزيرة، يمكن سماع صوت شخص مجهول يوجه نداء لصحفيين آخرين بعدم الحركة تجنباً للرصاصات الطائشة، ثم يظهر أحدهم ليساعد المراسلة الصحفية على مغادرة الموقع، ويرفع جثة شيرين أبو عاقلة ويضعها داخل سيارة خاصة بالتعاون مع عدد من الأشخاص.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن أبو عاقلة أصيبت بطلق ناري في الرأس، قبيل دقائق من إعلان مقتلها. 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مدير المعهد العدلي في جامعة النجاح الوطنية، ريان العلي، قوله إن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة "كانت قاتلة مباشرة".

في المقابل، أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، عن صعوبة تحديد مصدر إطلاق الرصاص على الصحفية الفلسطينية الأميركية، شيرين أبو عاقلة، في المرحلة الحالية.

وقال كوخافي، في بيان نقل نصه بالعربي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، "في هذه المرحلة لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار عليها ونأسف لموتها. من أجل الوصول إلى الحقيقة، قمنا بتشكيل فريق خاص لتوضيح الحقائق وتقديمها كاملة وفي أسرع وقت ممكن".

وأثار مقتل أبو عاقلة ردود فعل دولية وعربية، حيث طالب السفير الأميركي في إسرائيل، توم نيدز، بإجراء تحقيق شامل في ملابسات مقتلها وإصابة صحفي آخر.

 

فيديو الرواية الإسرائيلية

وفي المقابل، نشر مسؤولون إسرائيليون  مقاطع مسجلة لمسلحين فلسطينيين يتفاخرون بأنهم قتلوا جنديا، لكن لم يصب أي إسرائيلي في الحادث، مما يشير إلى أنهم أطلقوا النار على صحفيين، حسبما نقلت فرانس برس.

وتحدث أحد المسلحين في الفيديو، الذي نشره كل من  رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على تويتر، عن إصابة جندي إسرائيلي بإطلاق الرصاص، مضيفا أن الجندي ملقى على الأرض، ليرد عليه شخص آخر، متسائلا: "لماذا أطلقوا النار عليه؟".

وذكرت إسرائيل أنها اقترحت إجراء "تحقيق طب شرعي مشترك" مع السلطة الفلسطينية التي رفضت العرض.

بينما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ: "ننفي ما أعلنه رئيس حكومة إسرائيل عن طلبهم إجراء تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة".

ورجح بينيت أن تكون نيران "فلسطينيين مسلحين" هي المسؤولة عن مقتل أبو عاقلة. 

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: "خلال العملية الوقائية في المخيم، أطلق العشرات من المسلحين الفلسطينيين النار وألقوا مواد متفجرة في اتجاه قواتنا مهددين حياتهم". "ورد الجنود بإطلاق النار"، بحسب البيان. 

وعلق أدرعي، على الفيديو الذي نشره عبر حسابه بتويتر، قائلاً: "إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين فلسطينيين اليوم في مخيم جنين، والذي أسفر حسب التقديرات الأولية عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة".

وتابع قائلا:" تفاخروا بمقتل جندي وهذا ما ننفيه"، متسائلا: "هل الجندي الذي تحدثوا عنه هو الصحفية أبو عاقلة؟".

وأضاف أدرعي، "عرضنا إجراء تحقيق وتشريح مشترك للجثة، ولم يلق أذانا صاغية، لماذا؟".

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.