العالم

خبير أممي سابق في شؤون الإرهاب: استبدال الظواهري سيشكل تحدياً

فرانس برس
03 أغسطس 2022

يرى محللون أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة أميركية على كابول لن يؤثّر على قدرات الجماعات التابعة للتنظيم المنتشرة من منطقة الساحل إلى المحيط الهادئ، إنما ستليه فترة حرجة لاختيار خلف له.

ولعب الظواهري الذي خلف عام 2011 أسامة بن لادن الذي قُتل بضربة أميركي في باكستان، دورا محوريا في آلية جعل التنظيم لامركزيًا ما سمح للقاعدة بتجاوز المحن، وفق ما شرح مدير منظمة Counter-Extremism Projectغير الحكومية هانس-جاكوب شندلر، وهو خبير أممي سابق في شؤون الإرهاب، لوكالة فرانس برس.

ويقول إن الظواهري "أدخل إلى الشبكة جهات فاعلة جديدة مهمة مثل حركة الشباب التي تسيطر حاليًا على 30% من مساحة الصومال وأشرفت عام 2017 على تدريب جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التحالف الجديد التابع للقاعدة في غرب إفريقيا".

 ويوضح شندلر أن الظواهري "لم يكن منخرطًا في القرارات اليومية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وحركة الشباب وجماعة أبو سياف في الفيليبين"، بالتالي فإن موته لن يغيّر شيئًا في خططها. لكنّه يضيف أن زعامة التنظيم تحتاج إلى "شخصية تتمتع بتفوّق معيّن لأنه ينبغي على زعيم كل جماعة أن يعلن ولاءه لها".

ويرى أن "استبدال (الظواهري) سيشكل تحديًا".

من بين الخلفاء المحتملين، يعدّد الخبراء بشكل أساسي مصريَين هما سيف العدل الذي كان ضابطا في القوات الخاصة المصريّة وهو شخصية من الحرس القديم في القاعدة ويُقال إنه متواجد في إيران، وأبو عبد الكريم المصري وهو قائد في تنظيم حراس الدين في سوريا.

كتبت مديرة مركز "سايت" لمراقبة المواقع الجهادية ريتا كاتز في تغريدة أن "خلافًا للوضع بعد مقتل أسامة بن لادن، فإن جزءًا كبيرًا من قادة القاعدة ذهبوا إلى سوريا حيث قُتل الكثير منهم".

وأضافت أن في ما يخصّ سيف العدل "تقول شائعات إنه ذهب إلى سوريا بعدما خرج من السجن في إيران"، مشيرةً إلى ندرة المعلومات الموثوقة في هذا المجال.

 

"ارتياح أكبر" 

يوضح مركز صوفان وهو مركز أبحاث أميركي مستقل متخصص، في مذكرة نُشرت الثلاثاء، أنه "رغم أن عدد عناصر القاعدة تراجع على مرّ السنوات، بما في ذلك من خلال طرد تنظيم الدولة الإسلامية عددًا من أفراده في مواقع مختلفة حيث كان التنظيمان ينشطان، إلا أن الظواهري واصل المسار".

ويعتبر المركز أن "خيار الزعيم الجديد سيكشف الكثير عن الخطط المستقبلية للقاعدة" مشيرًا إلى أن "القضاء أو إلقاء القبض في السنوات الأخيرة على مجموعة كبيرة من القادة في الحرس القديم يترك هامشًا ضيقًا أكثر فأكثر للخلفاء المحتملين".

وتشير المذكرة إلى أن التواطؤ المفترض لسيف العدل مع إيران حيث يُقال إنه أمضى الفترة الأكبر من السنوات العشرين الماضية، قد يفقده دعم الجيل الجديد في القاعدة والأعضاء الأكثر عداءً حيال الشيعة في التنظيم، لصالح قادة جهاديين موجودين في سوريا على غرار أبي عبد الكريم المصري.

ويشرح مركز صوفان أن مقتل الظواهري في كابول يثير الشكوك بشأن الضمانات التي قدّمتها حركة طالبان للولايات المتحدة عام 2020 بعدم التسامح مع إيواء قادة القاعدة في أفغانستان. ويضيف المركز أن مقتل الظواهري يوحي بأن الأخير "كان يشعر بارتياح أكبر للتنقل منذ الانسحاب الأميركي (من أفغانستان) قبل عام".

بعد صمت إعلامي طويل في عامي 2019 و2020 أثار تكهّنات حول وضعه الصحّي وحتى وفاته، عاد الظواهري لينشر مقاطع فيديو في أيلول/سبتمبر 2021، ثمّ في نوفمبر وفي فبراير الماضي وأبريل، وفق هانس-جاكوب شندلر.

ويقول شندلر ساخرًا "فجأة، سقطت أفغانستان بين أيدي طالبان والظواهري لم يعد يسكت!".

ويرى أن مكان قتله "يؤكد مرة جديدة وأخيرة أن طالبان مستعدّة، كما كانت في التسعينيات، لإيواء وحماية القاعدة".

فرانس برس

مواضيع ذات صلة:

مقر وزارة الداخلية السعودية في العاصمة الرياض (أرشيف)
مقر وزارة الداخلية السعودية في العاصمة الرياض (أرشيف)

أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيانين منفصلين، الأحد، تنفيذ حكم الإعدام بحق 4 أشخاص، أحدهم باكستاني أدين بتهريب مخدرات، و3 مواطنين أُدينوا بجرائم تنطوي على "خيانة الوطن".

وفي البيان الأول، ذكرت الداخلية السعودية، أنه جرى تنفيذ "حكم القتل" بحق باكستاني يدعى فضل كريم، بعد إدانته بتهريب مادة الهيروين إلى المملكة.

وأضاف البيان: "أسفر التحقيق مع (المدان) عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيراً، وأصبح الحكم نهائيا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا".

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الداخلية بيانا آخر، جاء فيه أن 3 سعوديين، هم طلال الهذلي، ومجدي الكعبي، ورايد الكعبي، أقدموا على "ارتكاب أفعال مجرّمة تنطوي على خيانة وطنهم، وتقديم الدعم لكيانات إرهابية والتخابر معها، واعتناقهم منهجاً إرهابياً يستبيحون بموجبه الدماء والأموال والأعراض".

ولفت البيان إلى أن المدانين "قاموا بتحريض" أشخاص آخرين "على القيام بأعمال إرهابية؛ بهدف الإخلال بأمن المجتمع واستقراره".

وزاد: "تم توجيه الاتهام إليهم بارتكاب تلك الأفعال المجرّمة، وصدر بحقهم من المحكمة الجزائية المتخصصة حكم يقضي بثبوت إدانتهم بما أسند إليهم، والحُكم عليهم بالقتل".

وجرى تأييد الحُكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة، ومن المحكمة العليا. 

وطالما تعرّضت المملكة لانتقادات حادة من منظمات بمجال حقوق الإنسان، بسبب عمليات الإعدام ونظامها القضائي.

وأعدمت السعودية بالفعل أكثر من 140 شخصا عام 2024، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.