العالم

مسؤول أميركي يروي قصة اللحظات الأخيرة لسقوط كابل

13 أغسطس 2022

نقلا عن موقع الحرة

بعد عام من خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وصف القائم بأعمال السفير الأميركي لدى كابل، اللحظات الأخيرة التي شهدت سيطرة طالبان على السلطة.

والتقت صحيفة "نيويورك تايمز" بالسفير روس ويلسون وعدد آخر من المسؤولين الذين سبق لهم العمل في أفغانستان خلال العشرين عاما التي تواجدت فيها الولايات المتحدة بالبلاد وذلك للحديث عن مشاعرهم وآمالهم وأحيانا إحباطهم.

في صباح يوم 15 أغسطس 2021، تلقى روس ويلسون، القائم بأعمال السفير في سفارة الولايات المتحدة في كابل، تحديثا أمنيًا رهيبا من القادة العسكريين. 

كان إطلاق النار يندلع في جميع أنحاء العاصمة الأفغانية مع اقتراب مقاتلي طالبان وتخلي قوات الأمن المحلية عن مواقعها.

في الوقت ذاته، كان من المتوقع أن تقتحم طالبان السجون في المنطقة وتطلق سراح الآلاف من السجناء، مما يخلق موجة محتملة من المتطرفين وغيرهم من المجرمين المتجهين إلى كابل.

وأمر ويلسون بإغلاق السفارة وإجلاء حوالي 1500 أميركي وموظف آخر، حيث تم حرق الوثائق على عجل وتدمير المعدات.

وقال: "لقد كان الأمر مؤلما"، واصفا الأحداث التي دفعته وآلاف آخرين إلى الفرار من أفغانستان في أواخر أغسطس.

وتابع: "كان على الناس أن يتركوا الأشياء ورائهم - ممتلكاتهم، حياتهم قد اقتلعت من جذورها بشكل لا يصدق. جميعهم يفكرون في أصدقائهم الأفغان، سواء الزملاء الأفغان أو الأشخاص الذين يعرفونهم ويهتمون بهم".

بحلول منتصف الظهيرة، قام أحد جنود مشاة البحرية الأميركية بإنزال العلم الأميركي من عموده خارج السفارة وسلمه إلى السفير ويلسون الذي استقل طائرة هليكوبتر متجهة إلى المطار على أطراف المدينة. 

وقال ويلسون: "بحلول ذلك الوقت، كان هناك أكثر من علامة استفهام ضخمة حول قدرتنا على العودة في أي وقت في المستقبل القريب جدًا". وأضاف: "من الواضح أنه يوم حزين للغاية."

غادر معظم موظفي السفارة أفغانستان في تلك الليلة أو في وقت مبكر من اليوم التالي. لكن ويلسون وحوالي 30 دبلوماسيًا أميركيا مكثوا لمدة أسبوعين آخرين في محاولة للعثور على مواطنين أميركيين آخرين ومقيمين دائمين وحلفاء أجانب وإجلائهم من بين عشرات الآلاف من الأفغان المذعورين خارج المطار متوسلين لإنقاذهم.

يتذكر ويلسون عمل الدبلوماسيين عند بوابة المطار خلال نوبات عمل مدتها 12 ساعة وسط إطلاق نار وانفجارات وضد الزئير المستمر للجماهير. قال: "هذا صعب حقا. "لا أحد يمكنه أن يتخيل مدى فظاعة الوضع".

كان ويلسون من بين آخر أربعة دبلوماسيين غادروا كابل، حيث غادروا آخر طائرة عسكرية أميركية حلقت قبل منتصف الليل بقليل في 30 أغسطس. 

وتوجهت الرحلة إلى العاصمة القطرية، حيث تم نقله إلى مستشفى عسكري لإجراء فحوصات طبية وقيل له إنه مصاب بفيروس كورونا. 

وكان عدد قليل من الناس يرتدون أقنعة خلال الأيام الطويلة والمدمرة في مطار كابل، لكن ويلسون افترض أن التعب والأعراض الأخرى التي كان يعاني منها كانت نتيجة العمل لمدة 20 ساعة في اليوم لمدة خمسة أسابيع متتالية.

سافر إلى منزله خارج مينيابوليس لعزله واستقال رسميا من منصبه في نهاية سبتمبر. كان ويلسون تقاعد من السلك الدبلوماسي عام 2008 بعد 30 عامًا من العمل. وطلب منه بشكل مفاجئ أن يتولى منصب القائم بأعمال السفير الأميركي لدى أفغانستان في يناير 2020 قبل تعيين سفير دائم.

وقال ويلسون: "كان من واجبي القيام بذلك".

بعد ما يقرب من عام، لا يزال ويلسون على اتصال مع الدبلوماسيين الأميركيين الذين كانوا معه خلال الأسابيع الأخيرة في كابل والذين قال إن العديد منهم لا يزالون في حالة من الهجيان. 

ألقت الذكريات القاسية بظلالها على الجانب المشرق من مهمة الإجلاء التي أرهقت أكثر من 124 ألف شخص من أفغانستان.

ولا يزال حذرا من حركة طالبان ويحذر من الاعتراف بسلطتها كحكومة شرعية، حتى في الوقت الذي يشجع فيه الولايات المتحدة على مواصلة العمل مع الشعب الأفغاني ومساعدته.

مواضيع ذات صلة:

مقر وزارة الداخلية السعودية في العاصمة الرياض (أرشيف)
مقر وزارة الداخلية السعودية في العاصمة الرياض (أرشيف)

أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيانين منفصلين، الأحد، تنفيذ حكم الإعدام بحق 4 أشخاص، أحدهم باكستاني أدين بتهريب مخدرات، و3 مواطنين أُدينوا بجرائم تنطوي على "خيانة الوطن".

وفي البيان الأول، ذكرت الداخلية السعودية، أنه جرى تنفيذ "حكم القتل" بحق باكستاني يدعى فضل كريم، بعد إدانته بتهريب مادة الهيروين إلى المملكة.

وأضاف البيان: "أسفر التحقيق مع (المدان) عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيراً، وأصبح الحكم نهائيا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا".

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الداخلية بيانا آخر، جاء فيه أن 3 سعوديين، هم طلال الهذلي، ومجدي الكعبي، ورايد الكعبي، أقدموا على "ارتكاب أفعال مجرّمة تنطوي على خيانة وطنهم، وتقديم الدعم لكيانات إرهابية والتخابر معها، واعتناقهم منهجاً إرهابياً يستبيحون بموجبه الدماء والأموال والأعراض".

ولفت البيان إلى أن المدانين "قاموا بتحريض" أشخاص آخرين "على القيام بأعمال إرهابية؛ بهدف الإخلال بأمن المجتمع واستقراره".

وزاد: "تم توجيه الاتهام إليهم بارتكاب تلك الأفعال المجرّمة، وصدر بحقهم من المحكمة الجزائية المتخصصة حكم يقضي بثبوت إدانتهم بما أسند إليهم، والحُكم عليهم بالقتل".

وجرى تأييد الحُكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة، ومن المحكمة العليا. 

وطالما تعرّضت المملكة لانتقادات حادة من منظمات بمجال حقوق الإنسان، بسبب عمليات الإعدام ونظامها القضائي.

وأعدمت السعودية بالفعل أكثر من 140 شخصا عام 2024، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.