مطاردات ومنازل سرية.. طالبان تشن حملة لملاحقة القوات الأفغانية السابقة
نقلا عن موقع الحرة
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن حركة طالبان شنت حملة تعقب للقوات الأفغانية السابقة الذين عملوا مع الجيش الأميركي خلال سنوات الحرب السابقة.
وتزايد إلقاء القبض على القوات الأفغانية السابقة أو اختفائها أو قتلها منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس الماضي بهدف منع هذه القوات من الانضمام لجماعات المعارضة.
وقال بهزاد بهنام، القائد السابق لوحدة استطلاع أفغانستان، التي عملت مع حراس الجيش الأميركي في عمليات سرية وعالية الخطورة، إنه يعرف تسعة من جنوده السابقين اختفوا.
وتمكن بهنام من الهرب منذ ذلك الحين إلى المملكة المتحدة وتلقى مكالمات من جنود يطرحون عليه أسئلة حول جماعة معارضة، والتي قال إنه لا علاقة لها بها. ويعتقد أن طالبان أجبرت الرجال على الاتصال به تحت الضغط.
وقال: "إنهم ما زالوا يفكرون في أن النشطاء في جميع أنحاء أفغانستان يعملون لحساب الحكومة الأميركية".
في المقابل، نفت حركة طالبان، التي عرضت العفو على خصومها السابقين بعد استعادة السيطرة على البلاد العام الماضي، مرارا وتكرارا أي جهود منهجية لاستهداف جنود سابقين وأفراد وكالة المخابرات وغيرهم.
وقالت الجماعة إن أي قتل أو اختفاء متجذر في النزاعات المحلية وتصفية الحسابات بعد عقدين من الصراع المرير.
ويعمل مرويس ناب، وهو مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأفغانية التابعة للحكومة السابقة، بجمع بيانات عن عمليات القتل والاختفاء المستهدفة مع فريق مكون من عشرة أشخاص معظمهم في أفغانستان.
وقال فريقه إنه تحقق من حوالي 750 تقريرا، بما في ذلك تقارير تفيد بأن وحدات النخبة العسكرية يتم تعقبها واحدة تلو الأخرى.
وقال ناب إن فريقه جمع مئات التقارير الأخرى التي يستحيل التحقق منها؛ لأن أفراد العائلة لا يمكن الوصول إليهم أو غير راغبين في التحدث.
بعد وقت قصير من إقلاع رحلات الإجلاء الأخيرة، بدأ أحمد، عضو من الوحدة الأفغانية الخاصة المعروفة باسم "كتاح خاص" بالخوف على حياته.
وعندما بدأ أحمد في اتخاذ الترتيبات للاختباء، علم أن أحد زملائه في "كتاح خاص" أُطلق عليه الرصاص وقتل بعد أن أوقف عند نقطة تفتيش أثناء محاولته مغادرة كابل.
وقال في مقابلة في منزله الآمن في كابل خلال وقت سابق من هذا الصيف، "اعتقدت أنه إذا كان أي من جيراني يعرف من أنا، فيمكنهم الاتصال بطالبان وإبلاغهم بموقعي".
منازل سرية
وهرب أحمد إلى منزل أحد أقاربه واتصل بمايك إدواردز، وهو جندي متقاعد من الجيش الأميركي، لتقديم المساعدة.
كان إدواردز أسس منظمة تسمى "Project Exodus" العام الماضي للمساعدة في إجلاء القوات السابقة والآخرين المعرضين لخطر الانتقام من قبل حركة طالبان.
وحاول إدواردز مساعدة أحمد على الهروب من كابل خلال عمليات الإجلاء التي حدثت العام الماضي. ولم يتمكن أحمد من الوصول إلى البوابة في مطار كابل مع زوجته التي كانت حامل في شهرها السادس وثلاثة أطفال، خاصة وأن الحشود حول المطار كانت ضخمة.
وقال إدواردز لأحمد إن الاختباء هو أفضل خيار له إلى أن توجد طريقة لإخراجه من البلاد وربطه بفريق أرضي أفغاني سيرافقه إلى مكان آمن.
واتخذ أحمد الترتيبات اللازمة للمغادرة ومسح البيانات من هاتفه وعانق زوجته وأطفاله. صعد إلى سيارة مليئة برجال مسلحين ينتظرون مرافقته إلى الموقع السري في كابل. كان مرافقيه متنكرين في زي طالبان وكان يخشى أن يعتقلوه أو يقتلوه.
يعرف أحمد خمسة من زملائه في وحدة العمليات الخاصة، التي عملت عن كثب مع الرينجرز ووكالة المخابرات المركزية الأميركية الذين اختفوا خلال الأشهر الأخيرة.
قال إدواردز إن منظمة "Project Exodus" لديها الآن شبكتها الخاصة من المنازل الآمنة ويؤوي حوالي 700 شخص، معظمهم من أفراد العمليات الخاصة والقوات الجوية وعائلاتهم.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن العضوات في العمليات الخاصة من الإناث معرضن للخطر بشكل أكبر بعد أن تبرأت كثير من أسرهم منهن.
وتعلمت امرأة تبلغ من العمر 24 عامًا وهي عضوة سابقة في وحدة "كتاح خاص" كيف تقفز من طائرات الهليكوبتر في عملها بحثا عن النساء أثناء مداهمات قوات العمليات الخاصة.
والآن تتواجد في منزل آمن مع والديها يديره إدواردز على أمل أن تنقذها الولايات المتحدة مع أحمد وغيرهم من القوات الأفغانية السابقة المعرض للخطر.
وأفاد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة تلقت عددًا متزايدًا من التقارير عن عمليات توقيف وقتل واختفاء مقاتلين سابقين في أفغانستان، على الرغم من أنه قال إنه من غير الواضح ما إذا كانت عمليات القتل موجهة من كبار المسؤولين.
وقال المسؤول إن الممثل الخاص لوزارة الخارجية في أفغانستان، توم ويست، يلتقي بممثلي طالبان كل ستة أسابيع تقريبًا ويثير القضية في كل اجتماع.