French President Macron pays respects to Queen Elizabeth at the British Embassy in Paris
رحلت الملكة إليزابيث الثانية عن عمر 96 عاماً بعد أن أمضت سبعة عقود في حكم البلاد

بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، يرث تشارلز الثالث العرش وأيضا ثروة والدته الكبيرة التي سيحصل عليها من دون الحاجة إلى دفع ضريبة نقل الميراث، في امتياز مخصص للخلافة الملكية.

ويستمر حداد العائلة المالكة في بريطانيا حتى اليوم السابع بعد جنازة الملكة، مع بقاء الأعلام منكسة في جميع القصور الملكية.

وقال قصر بكنغهام، الجمعة، إنه سوف يتم إطلاق أعيرة نارية لتكريم الملكة الراحلة الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش في متنزه هايد بارك بلندن، بواقع طلقة واحدة لكل عام من حياة الملكة التي توفيت عن عمر يناهر 96 عاما، وفقا لـ"رويترز".

وكانت ملكة بريطانيا، التقت جميع الرؤساء الأميركيين تقريبا خلال فترة توليها العرش الممتدة 70 عاما، وعاصرت فترات هامة في التاريخ الحديث.

والتقت الملكة إليزابيث، التي كانت الأطول خدمة في التاريخ البريطاني، جميع رؤساء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا خلال فترة حكمها، باستثناء ليندون جونسون، الذي لم يقم بزيارة لأوروبا ولم تزره.

وأصبحت إليزابيث ملكة، في 6 فبراير 1952، عن عمر يناهز 26 عاما، بعد وفاة والدها الملك جورج السادس، وفي ذلك الوقت، كان هاري ترومان رئيسا للولايات المتحدة، وكانت قد قابلته قبل ذلك بنحو عام عندما كانت أميرة.

وكان جو بايدن، آخر الرؤساء الأميركيين ممن التقتهم الملكة الراحلة، إضافة لرئيس سابق هو هربرت هوفر، الذي قابلته بعد نحو 20 عاما من ترك منصبه.

الزيارة الأولى كملكة

أول زيارة رسمية لها كملكة للولايات المتحدة، كانت في عام 1957 عندما التقت دوايت أيزنهاور، ثم التقت بكل رئيس، بعد ذلك، ما منحها خبرة لا مثيل لها من شاغلي المكتب البيضاوي المتعاقبين، بحسب وول ستريت جورنال.

وبينما كانت لا تزال الأميرة إليزابيث، استضافها هي وزوجها الأمير فيليب، الرئيس هاري ترومان وزوجته في البيت الأبيض في عام 1951. 

الرئيس الـ31 للولايات المتحدة هربرت هوفر، الذي ترك الرئاسة، في عام 1933، التقى إليزابيث على مأدبة عشاء أقيمت على شرفها أثناء زيارتها لأيزنهاور في 1957.

وعندما التقت وريثة العرش ذات الخامسة والعشرين عاما، ترومان، عام 1951، كانت القوات البريطانية والأميركية تقاتلان معا في إطار قوة تابعة للأمم المتحدة ضد المتمردين الشيوعيين في كوريا، وكانت تلك الفترة بحسب الإندبندت واحدة من أصعب الأوقات خلال الحرب الباردة.

زيارة "النوايا الحسنة"

عندما زارت  أيزينهاور، في أكتوبر 1957، كانت العلاقات بين البلدين "في حالة سيئة"، إذ أن البريطانيين لم يخبروا الأميركيين بشأن خطتهم مع الفرنسيين والإسرائيليين في قضية أزمة السويس وغزو مصر، وباع الأميركيون الجنيه الإسترليني "حتى تخلى البريطانيون عن أوهامهم الإمبريالية"، وجاءت زيارة إليزابيث لواشنطن بإيعاز من رئيس الوزراء آنذاك، هارولد ماكميلان، "لإظهار النوايا الحسنة".

زيارة مفيدة لكينيدي

استقبلت الملكة جون كينيدي وزوجته جاكي في قصر باكنغهام، عام 1961، وسمح كينيدي، الذي كان من عشاق اللغة الإنكليزية، للبريطانيين بامتلاك تكنولوجيا الأسلحة النووية الأميركية، وتم استعادة التعاون الأمني أخيراً. 

نيكسون.. زيارة "باردة"

أما زيارة نيكسون، عام 1970، فتمت في وقت كانت العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة "باردة"، فنيكسون وجد صعوبة في التعامل مع رئيس الوزراء، إدوارد هيث، الذي كان يميل إلى أوروبا ويرى أن مصير المملكة المتحدة ليس مرتبطا بالمحيط الأطلسي.

"رقصة" فورد

في عام 1976، اصطحب الرئيس، جيرالد فورد، الملكة إلى ساحة الرقص خلال عشاء رسمي في البيت الأبيض، وبدأت الفرقة في عزف أغنية The Lady Is a Tramp، وكان الحفل قد أقيم خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال عن بريطانيا العظمى. كانت بريطانيا في ذلك الوقت تسعى للحصول على قرض بملايين الدولارات.

كارتر.. الذي لا يحب المظاهر

كان كارتر من أكثر الرؤساء الأميركيين الذي لا يحبون المظاهر. التقى الملكة  في قصر باكنغهام، في مايو 1977، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من توليه منصبه. كان كارتر صديقا جيدا لبريطانيا وكان على علاقة جيدة برئيس الوزراء حينها، جيمس كالاهان، لكنه وجد صعوبة في التعامل مع مارغريت تاتشر. 

ركوب الخيل مع ريغان

كان رونالد ريغان والسيدة الأولى نانسي أول رئيس أميركي وزوجته يستضيفان الملكة في "المنزل"، حيث تم استقبالها في مزرعتهما في ويندسور غريت بارك كاليفورنيا، وهناك استمتعت بمشاهدة معالم المدينة على ظهور الخيل.

ريغان استقبل ملكة بريطانيا في مزرعته ريغان استقبل ملكة بريطانيا في مزرعته

أعطت الملكة لريغان وساما فخريا تقديرا للمساعدة الأميركية للمملكة المتحدة خلال حرب فوكلاند (حرب اشتعلت في عام 1982 بين الأرجنتين والمملكة المتحدة على إقليمين واقعين في جنوب المحيط الأطلسي تابعين لبريطانيا).

زيارة جورج بوش الأب.. "مهمة خاصة"

قامت إليزابيث بثالث زيارة رسمية لها إلى الولايات المتحدة، في مايو 1991، حيث استقبلها جورج بوش الأب، وكانت مهمة الملكة هي المساعدة في إبقاء البيت الأبيض على اعتبار بريطانيا كحليف رئيسي لها في أوروبا، في وقت اقترحت فيه ألمانيا تغييرا في المسار. 

"خطأ" المحافظين.. وتعديل بيل كلينتون للمسار

رغم أن المحافظين بقيادة، جون ميجور، دعموا إعادة انتخاب بوش الأب،  إلا أن الرئيس الجديد، بيل كلينتون، أقام علاقة جيدة بالملكة "واكتسبت العلاقة برئيس الوزراء، توني بلير، بعض العمق الفكري"، وفي نهاية فترة رئاسته الثانية، عام 2000، زار الملكة في قصر باكنغهام مع عائلته.

اجتماعات هامة مع بوش الابن 

كانت اجتماعات الملكة مع بوش "أقل إثارة للجدل من اجتماعات القمة التي عقدها مع بلير، إبان حرب العراق، التي أثارت الجدل. قامت الملكة بزيارتها الرابعة للولايات المتحدة، في عام 2007، حيث التقت بالرئيس الأسبق في عشاء رسمي ارتدت فيها تاجا بينما ارتدى بوش ربطة عنق بيضاء.

زيارة عائلة أوباما.. "خرق" البرتوكول لم يعكر صفو العلاقة

قام الرئيس الأسبق، باراك أوباما، وزوجته ميشيل، بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة، في مايو 2011، حيث أقيم حفل عشاء رسمي، تخلله "خرق" للبروتوكول عندما قامت ميشيل بوضع ذراعها حول الملكة، لكن الملكة تداركت الموقف، في وقت لم تكن العلاقة بين أوباما ورؤساء الوزراء في بريطانيا جيدة.

زيارة مثيرة لترامب

في 3 يونيو 2019، استقبلت الملكة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في قصر باكنغهام، في زيارة تخللها أيضا ما اعتبرته الصحف "خرقا للبرتوكول"،  عندما قام بالسير أمام الملكة. في نهاية الزيارة، لم يتم إتمام الصفقة التجارية التي كانت تتوق إليها تيريزا ماي ثم بوريس جونسون.

استقبال حافل لبايدن

استقبلت الملكة بايدن وعائلته، الأحد، في قصر وندسور، وشربت معهم الشاي، بعد أن حضرت حفل استقبال في كورنوال في مستهل قمة مجموعة السبع، بوجود بايدن. 

وجاءت الزيارة في ظل توترات بين البلدين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقضية أيرلندا الشمالية. 

وخلال حفل كورنوال أثارت الملكة موجة من الضحك عندما توجهت بالسؤال لقادة القوى المشاركة لدى التقاط الصورة التذكارية قائلة : "هل ينبغي علينا التصرف كما لو أننا نمضي وقتا ممتعا؟".

وعلى المدرج في مطار هيثرو قبل مغادرته المملكة المتحدة، قال بايدن إنه دعا الملكة إلى البيت الأبيض وأضاف "لا أعتقد أنها ستشعر بالإهانة، لقد ذكرتني بوالدتي".

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.